من طبقة برجوازية، نالت تعليمًا مختلفًا عن أقرانها عبر إلحاقها بالتعليم الخاص، منذ أولى ابتدائي حتى أنهت الثانوية العامة.

كانت الإنجليزية هي اللغة الأم في المدرسة التي ألحقها والدها بها، والمعلمون، والمعلمات كانوا من ثقافات مختلفة، والمناهج حديثة، الفترة الجامعية؛ أرسلها والدها إلى أفضل نظام تعليمي في العالم، وألحقها بجامعة سان دييغو، فأنهت البكالوريوس، ومن ثم الماجستير في تخصص مهم، وهو علم النفس، ومع ذلك، عقلها مؤدلج، صحوي، يحمل فكرًا رجعيًا، متخلفًا، إقصائيًا، لا يؤمن بوجود الآخر، ولا بحقهِ في الحوار والنقاش! عقل يريد تطويع جموع المجتمعات على حمل فكرة واحدة، وتوجه واحد وكأنها تلغي الاختلافات العقلية بين الأدمغة البشرية! بل، هي فعلاً تشطبها!.

لهذا نقول إن العقل البشري لا يعول عليه لمجرد كونه عقلا قادرًا على التفكير، والأخذ، والرد، لأن الدلائل على أرض الواقع تبين أن الإنسان لديه قابلية مخيفة، ومرعبة لتقبل الأوهام، والخرافات حتى لو كان ذا تعليمٍ عالٍ، فالبيئة التي نشأ فيها الإنسان لها دور عميق جدًا ومؤثر للغاية في تطويع عقل الإنسان للإيمان، والتصديق، بأمورٍ يصعب عليك أن تتوقع؛ أن من حَظيَ، ويحظى بتعليمٍ عالٍ؛ أن تتلبسه هذه الأوهام، والتي يعتقد العقل أنها حقائق غير قابلة للشك أو إعادة التفكير!، فالعقل البشري يبدأ بالتكيف مع الأفكار، والمعتقدات، والمسلمات من قبل والديه قبل أن يلج المدرسة؛ فيعتقد بأن مجموعة الأفكار هذه تمثل الحقيقة، والمنطق الذي لا يختلف عليه كلَّ ذي عقل!، بينما في الحقيقة؛ هي أوهام مضحكة، قابلة للتندّر من قبل الأمم الأخرى!، فكم قرأنا عبر التأريخ القديم، والحديث عن الكثير من الأسماء التي برزت في مجالاتٍ مختلفةٍ ولكن كان لديها المضحكات، المبكيات في سلوكها اليومي الذي تتعامل به مع الآخرين! فشخصية مثل جيفارا؛ تحول لحمل السلاح مع أنه تلقى تعليمًا ممتازًا.


فقد تخرج في كلية الطب، ومارس الطب فترةً من حياته، ولكنه، ارتأى أن حمل السلاح هو الأصوب لخدمة البشرية؛ فلم تمنعه دراسته للطب من أن ينحرف للعنف! التعليم وحده لا يكفي! نحن بحاجة لصنع بيئة مختلفة، تنقل المجتمع نقلةً نوعية نحو العقل الحديث، والحضارة، والتمدن، ولا يوجد شخص قادر على اتخاذ هذا الإجراء سوى سمو سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.