شاهدنا في الأيام الماضية ازدياد حدة الملاسنات في بعض البرامج الرياضية التي تعرض على القنوات الفضائية، والتي صدرت من بعض الإعلاميين، وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، وشبابنا يستمعون ويتناقلون المقاطع التي وصلت لحد عدم احترام الضيوف. ولك أن تنظر - عزيزي القارئ - لترى أن رسائل التعصب الرياضي الممزوجة بالسخرية، انتقلت لهاشتاجات منصة إكس ومعها جنبًا إلى جنب العبارات العنصرية. وفي هذا السياق، تعود الأضواء لتسلط على خبرين مهمين من هيئة تنظيم الإعلام، يكشفان عن تجاوزات لأفراد في المجال الرياضي، ما يثير العديد من الأسئلة حول تأثيرات ذلك في المجتمع.

في الخبر الأول، نجد هيئة تنظيم الإعلام تحيل شخصين إلى الجهات المعنية بسبب وصفهما ناديًا رياضيًا وجماهيره بأوصاف غير لائقة. أما في الخبر الآخر، الذي يتناول توقيف مذيع برنامج رياضي بسبب عدم التزامه بالمهنية مع ضيوف البرامج، فإن هذا يثير التساؤلات حول الدور الذي يلعبه الإعلام في توجيه النقاشات العامة حول الرياضة. إن استخدام الألفاظ غير المناسبة في النقاشات والحوارات ووصف الأندية أو الجماهير لا يحمل في طياته فقط تأثيرات سلبية في العلاقات الرياضية، بل أيضًا يرسم صورة مشوهة عن الثقافة الرياضية في المملكة. وهنا أقدم مقترحا لوزارة الإعلام ولهيئة تنظيم الإعلام وهو دمج جائزة جديدة تضاف إلى جائزة التميز الإعلامي 2024 بنسختها الخامسة بعنوان: «جائزة التميُّز في الإعلام الرياضي». فئات الجائزة:

أولا: جائزة التميُّز الإعلامي في فئة «أفضل برنامج رياضي» (برامج حوارية). ثانيا: جائزة التميُّز الإعلامي في فئة «أفضل تقرير رياضي». ثالثا: جائزة التميُّز الإعلامي في فئة «أفضل تغطية رياضية» وتهدف الجائزة إلى:


1 - تعزيز المعايير المهنية: تشجيع البرامج الرياضية على الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وضمان تقديم محتوى يثري الثقافة الرياضية.

2. تعزيز الحوار الواعي: تقديم منصة لمناقشة قضايا الرياضة من منظور إيجابي وبناء، مع التركيز على أهمية الاحترام والتقبل.

3 - مواجهة تجاوزات الإعلام الرياضي: معالجة المشاكل المرتبطة بالتعصب، واللغة غير اللائقة، والسلوكيات التي تضر بقيم الرياضة.

أما عن معايير التقييم:

1- الإبداع والابتكار: تقديم محتوى مبتكر يساهم في تحسين الصورة العامة للرياضة والمشاركة المجتمعية.

2 - المهنية: الالتزام بالمعايير الأخلاقية في تناول الموضوعات الرياضية، مثل احترام اللاعبين والجماهير. 3- التأثير المجتمعي: القدرة على التأثير الإيجابي على الجمهور، وزيادة الوعي حول القضايا الرياضية.

4- الجودة الإنتاجية: تقييم الجوانب الفنية مثل التصوير، كتابة السيناريو، والتقديم.

ستكون جائزة «أفضل برنامج إعلامي رياضي» خطوة مهمة نحو تحسين المشهد الإعلامي الرياضي، وتقود إلى تحسين التعامل مع القضايا الرياضية، وتسهم في تعزيز الشفافية في تغطية الأحداث الرياضية، والابتعاد عن التعصب الإعلامي.

من خلال الاحتفاء بالبرامج المتميزة، سنشجع الاعتماد على القيم الرياضية الحقيقية، وتعزيز المناقشات الإيجابية والمهنية.

إذا تم تنفيذ هذا المقترح بشكل فعال، فإنه سيساهم في معالجة المشكلات المعاصرة التي تواجه الإعلام الرياضي، ويرفع من مستوى المحتوى المقدم للجمهور.