أجيال من الصحفيين ، الإعلاميين ،الأدباء ،،المؤرخين ،الكتاب ، تمسكوا بامانة الكلمة، سمو الأهداف ، شرف الرسالة ، وتمحورت كتاباتهم ،وبرامجهم ،وإبداعاتهم حول التنمية ، المنجزات الطموحة ، التجارب الإنسانية ، التاريخ المجيدو ملامح التراث في وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية.

وبعد عقود حافلة بالعطاء غادروا مناصبهم ،وأعمالهم في صمت ، لكن المكارم الإنسانية للمؤرخ والباحث الإعلامي "محمد بن علي آل عبدالمتعالي" أبت إلا أن توقظ الزمان من غفلته ، ويُسجل بمداد الوفاء سيرهم في كتاب جديد جمعه ووثقه بعنوان "رواد وأعلام من منطقة عسير"

ولازال الوسط الإعلامي يتذكر حفل تكريم المذيعات والمذيعيين السعوديين الاوائل، للمرة الأولى ، قبل عامين ، بمبادرة من رئيس مؤسسة قدوات عطاء ووفاء ناصر بن عبد الله العواد ، وقد ترك التكريم ولا زال ردود فعل إيجابية محملة بالإمتنان على تلك اللفتة المؤثرة.


وفي هذا العام ، يتجددالوفاء، بإصدار تناول فيه الباحث آل عبدالمتعالي، لأول مرة حياة، وعطاءات أهل الثقافة والأدب والإعلام في عسير على مدى قرن من الزمان ، وقد وصفه الكثير من المتابعين بانه إعتراف بالجميل ، وجبر للخواطر لمن تبقى منهم على قيد الحياة ،وكذلك لأُسر وأبناء الراحلين ، وتدوين تلك المعلومات في ذاكرة الوطن الذي لاينس المخلصين.

وجاء الكتاب ضمن سلسلة من الإصدارات الثقافية ،والتاريخية ، والتراثية زادت على أربعة وستين كتاباً وملحقاً صحفياً مصوراً، إضافة إلى مخطوطات ، ووثائق ،ومراسلات نادرة ،وقطع أثرية.

وهي تعكس جهوداً متواصلة للباحث آل عبدالمتعالي

على مدار خمسة عقود ، طاف محيطاً جغرافياً كبيراً في مدن وقرى المنطقة سراة وتهامة ، التقى بأهلها ، وذرع جبالها وأوديتها ،وسخر علاقاته المميزة وحسه الإعلامي ، وقراءاته التاريخية المعمقة لإنجاز مشروع توثيقي، يحمل قيمة تاريخية، وتراثية لايُستهان بها.

ولم تخذله قدماه ،أو يمنعه تعب المسير ،وسهر الليالي وجفاف أجوبة أسئلة البحث والتقصي حتى وصل بتوفيق الله إلى رصد، وجمع كنوز ثمينة، كشفت تفاصيل الحياة، في أزمنة متعاقبة ، بكل مراحلها

، وكاد أن يصيبها الإهمال، إلا انها حلت ضيفة معززة مكرمة في دار المع للثقافة والتراث بأبها ، عناوينها إعتزاز ووطنية، صفحاتها آداب وقيم ، ومعارف إنسانية.