(1)

من منة الأب، و«حَنّة» الأم، وشقاق الأشقاء، وشقاء الشقيقات، وضيق المنزل «الفسيح»، وفقر الأغنياء، وهمز «العمام»، ولمز «الخوال»، حزم أمتعته ورافق الصحبة في سياحة خارجية، وبعد صولة وجولة، فاجأ أصحابه بإعلان زواجه، وعدم رغبته بالعودة مطلقا.

(2)


لم يعجبه سؤالي، أطفأ سيجارته، وقال بعين ترتجف: أزورهم على «مضض» في العشر الأواخر من رمضان، وأشارك عائلتي- أو هكذا أظن- العيد، وأعود بسرعة وكأني سجين أُطلق سراحه.. تنهد ثم قال: هل تعرف الشائعة عني هناك؟ قلت: مسحور! فانفجر ضاحكاً وهو يهز رأسه موافقاً.

(3)

تميل النفس إلى الحب، وتسكن إلى الرفق، وتفر إلى الاحترام، بمجرد أن تجد الفرصة، تهرب من التوبيخ، وتفر من الانتقاص، وتلوذ من الظلم، وتدبر عن التهميش، إياكم أن تظنوا أن فرداً في المنزل/ المنظومة/ الفريق لن يجد حلاً للتخلص من انتقاصكم، وازدرائكم، وتطاولكم، فقط لأنكم أهل، ولديكم مال!

(4)

الثقافة العربية تحبذ «القسوة»، العرب قساة، والمجتمع السعودي جزء من هذه الثقافة، متأثر بالصحراء وقسوتها، فهم يحرضون على الصلابة، في التربية، والزواج، والتعليم.

(5)

ليس مسحوراً حين لا يرغب بالعودة، ولا يود رؤية أحد من أهله، فقط لأنه وجد «اللطف»، والحب، والاحترام، والدفء، والاهتمام. تهمة «السحر» المعلبة هي شماعة تعلق عليها الأسر «الراديكالية» المتعالية على أفرادها، فشلها في «الاحتواء» والتربية!

(6)

قالت دراسة شملت 9 دول، أجراها فريق من جامعة «كونيتيكت»، وشاركهم باحثون من «جامعة ديوك»، إن 25 % من المجتمعات حول العالم تلجأ إلى «القسوة» كأسلوب أمثل نابع من ثقافة المجتمع.

(7)

«لستُ مسحوراً... هم المسحورون»، هكذا قال وابتسامته تختفي خلف غضب، وارتباك! ثم نهض وأضاف، «الجميع يهرب، الخادمة، والعامل، والفتيات، نحن قساة!».. ثم ذهب.