عشق العم علي أبو طالب عتودي، التراث الشعبي منذ نعومة أظافره، رغم فقدانه لبصره في سن الرابعة عشرة. لقد عاش حياته ممارسًا جميع هواياته المفضلة، بما في ذلك الشعر، وتخصص في فن الزيفه، حيث يتميز بإتقانه للألحان القديمة التي تمتد لأكثر من 200 سنة. ما جعله مرجعًا و«الحارس الأخير» للتراث الشعبي في منطقة جازان.

فن الزيفه وألحانها


تحدث العم علي عن نشأته في قرية السواني في الشقيق، حيث وُلِد في قرية عتود التابعة لمحافظة الدرب. يقول: «أنا من عشاق التراث الشعبي منذ صغري، وخاصةً فن الزيفه وألحانها، التي تنقسم في جازان إلى ثلاثة أنواع. النوع الأول يخص جهة الشقيق وعتود وبيش، الثاني يخص المعبوج ومزهرة وجيزان، والثالث يُعرف بمصوعي، نسبة إلى مهاجرين من الحبشة، ثم عادوا في عام 82 أو 81 هجريا، بهذا اللحن والذي يأتي أصله من الجزيرة العربية».

الإرث الشعبي

أكد العم علي، أن فن الزيفه هو فن أصيل وموروث شعبي مهم، وقد توارثه عبر الأجيال. يمتد هذا الفن لأكثر من 200 سنة، حيث تعلمه من عمه الشاعر الذي حفظه عن شعراء كبار سابقين. عاصر العم علي العديد من الشعراء البارزين على مدار 50 عامًا، مثل الشاعر أحمد برثابت، والشاعر يحيى حسين الحكمي، مما زوده بعمق في معلوماته حول التراث وفن الزيفه.

قوة الإرادة

على الرغم من فقدانه للبصر نتيجة مرض أصابه في سن الرابعة عشرة، إلا أن العم علي لم يستسلم لظروفه. مارس حياته بشكل طبيعي، حيث كان لديه شغف بتربية الأغنام والشعر والتراث. يتردد عليه أصدقاؤه من محبي التراث للاستماع إلى قصائده وألحانه، مستفيدين من معرفته الواسعة. كما حفظ العديد من الأحاديث النبوية وأجزاء من القرآن الكريم. العم علي، الذي تزوج عدة مرات وله أولاد، يعيش حياة مليئة بالتفاؤل والسعادة. يُظهر أن فقدان البصر لم يكن عائقًا أمامه، بل كان دافعًا للمضي قدمًا في حياته. يجد الدعم والرعاية في وطنه، ويعتبر نفسه محظوظًا في ظل الحكومة الرشيدة التي تقدم له الحياة الكريمة.