كل عام، يشهد العالم في الثالث عشر من نوفمبر ذكرى مؤلمة تُذكرنا بضحايا حوادث الطرق، وهو اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، حيث أقرّت الأمم المتحدة هذا اليوم ليكون بمثابة تذكير للجميع بأهمية السلامة على الطرق، ولرفع الوعي حول معاناة الضحايا وأسرهم. إن الهدف الأساسي من إحياء هذه الذكرى هو اتخاذ خطوات فعالة نحو الحد من الحوادث المرورية، وتعزيز الأمان على الطرق من خلال التعليم والسياسات الفعالة. وتزامنا مع هذا اليوم وتحت عنوان «منعطف فاصل»، كشف تقرير TREMD بعض الأرقام المؤلمة والتي نعيش من خلالها لحظات من الحزن والتأمل فيما يلعبه الجميع من دور رئيس في تعزيز السلامة على الطرق.

وإليكم بعض الأرقام الصادرة في عام 2023؛ حيث بلغ معدل وفيات الحوادث المرورية محليًا 13.23 شخصًا لكل 100 ألف نسمة. هذا الرقم يعكس معاناة لم تعد تُحتمل، خصوصًا في ظل زيادة معدلات الحوادث المرورية التي تصل إلى 1.423.661 حادثا مروريا. ولا يزال الأمر متفاقمًا، حيث سجلت خسائر الحوادث المرورية في عام 2023 ما يُقارب 30 مليار ريال سعودي، وهو رقم ضخم يكشف عن الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي تتركه هذه الحوادث، ليس فقط على الأفراد وعائلاتهم، ولكن على المجتمع ككل. وتظهر الإحصائيات أن الذكور يشكلون 87 % من وفيات الحوادث المرورية، بينما الإناث يشكلن 13 % فقط. هذا الرقم يُظهر عكس ما قد يُعتقد في مجتمعنا بأن قيادة النساء للسيارات تسبب في زيادة الحوادث. ربما يكمن السبب في أن الذكور هم الأكثر تعرضًا لمخاطر القيادة بسبب سلوكيات مثل الإهمال، السرعة، وعدم احترام قواعد المرور.

وتبرز البيانات كذلك أن الفئة العمرية من 18 إلى 30 عامًا هي الأكثر تعرضًا للحوادث، حيث تمثل 35 % من إجمالي الحوادث. إن هذه الفئة تمثل شريحة حيوية من المجتمع، ويجب أن نكون واعين إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية السلامة على الطرق بين الشباب. الحل في نظري يرتبط بجهتين: وزارة التعليم وإدارات المرور في المملكة فعندما يطالب المرور بضبط حركة الطلبة داخل المدارس من مرحلة الروضة وحتى مرحلة الثانوية، سينعكس ذلك دون أدنى شك على ضبط حركة المرور في الشوارع والطرق السريعة. وعندما تلزم وزارة التعليم مدارسها بأهمية خروج الطلاب والطالبات بنظام الواحد خلف الآخر بدءا من الاصطفاف الصباحي، ومرورا بخروج الطلبة للفسحة وانتهاء بالانصراف، بحيث عندما ينتهي خروج فصل يتم إخراج الفصل الذي يليه وهكذا... مع وضع جدول زيارات مفاجئة لإدارات المرور لمدارس مختلفة، ووضع تقييمات للمدارس الأفضل نظاما وجوائز مالية.


أعتقد مع تكرار هذا السلوك الإنساني الحضاري، سيؤمن كل واحد منهم، بأهمية الالتزام بالنظام وسيصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة حياته الطبيعية، وسينعكس هذا على قيادته للسيارة مستقبلا، فهناك حكمة تقول: إذا أردت أن تعرف حضارة مجتمع ما فانظر للحركة المرورية فيه. هذا التقرير يجب ألا يمر مرور الكرام، يجب أن نتكاتف جميعا القطاعات الحكومية وغير الحكومية. فلنعمل سويًا من أجل تحقيق رؤية مؤمنة بسلامة الجميع على الطرق، ولنحيا بكل حب واحترام للحياة.