تختلف الأنظمة التعليمية حول العالم في طريقة تقييم الطلاب؛ ففي حين تعتمد بعض الدول نهج التقييم المستمر لتطوير المهارات المعرفية والشخصية، تتمسك دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية، بنظام الاختبارات النهائية كأداة رئيسة للتقييم.

يعتمد النظام التعليمي لدينا في هذا البلد الغالي على الاختبارات النهائية، حيث تتركز معظم التقييمات على أداء الطلاب في نهاية الفصل الدراسي، ما يخلق ضغوطا نفسية قد تؤثر في تحصيلهم الدراسي. وفي المقابل، تعتمد دول مثل فنلندا وكندا والسويد وبعض ولايات أستراليا واليابان على التقييم المستمر، حيث يتم تقييم الطلاب بشكل تراكمي عبر الأنشطة والمشاريع، مما يخفف من الضغوط ويشجع التعلم التفاعلي والنشط.

تركز الدول المذكورة على التقييم المستمر كوسيلة لتعزيز المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي والتعاون، من خلال الأنشطة التفاعلية بديلا عن الاقتصار على حفظ المعلومات، وهذا ما جعل بعضها تحتل أعلى مرتبة في التقييم العالمي، كدولة فنلندا. أما هنا، فبقي النظام التعليمي تقليديا ولم يتغير مع مرور الزمن ويعتمد بشكل أساسي على التلقين والاستذكار. مما يغيب التفكير النقدي ويضعف قدرات الطالب في حل المشكلات، ويسبب مقدارا كبيرا من الضغوط النفسية.


تتيح الأنظمة المستمرة مرونة أكبر في التعليم الفردي وتسمح للمعلمين بتخصيص خطط تتناسب مع احتياجات كل طالب، فيما يتبع النظام لدينا منهجا موحدا للجميع، ما يحد من إمكانية تلبية احتياجات الطلاب الفردية. -خصوصا- أنه يتجاهل الفروق الفردية، ويقلص فرص التحفيز والتفاعل

ومن المهم التهيئة الشاملة قبل تطبيق التقييم المستمر وتشمل إعطاء دورات مكثفة وتدريب عال للمعلمين، لتنمية مهاراتهم التربوية والتعليمية، ومن الضروري التشجيع على التعلم النشط لأهميته في بناء قدرات الطلاب، وكذلك تثقيف الطلاب وأولياء الأمور بكيفية النظام الجديد وأهميته ومميزاته. ومن المهم توفير أدوات تقييم متنوعة، لتحقيق الأهداف المرجوة والنتائج المطلوبة.