احترام الجمهور على الفنان وليس فضلا، هم من صنعه، وهم من ينهيه كأنه لم يخلق، ومن عادة الفنان «الحقيقي» في بدايته أن يبذل قصارى جهده للوصول إلى رضا أكبر شريحة ممكنة، ثم يضاعف الجهود للحفاظ على هذه الشريحة، وزيادتها، ثم يحارب للوصول إلى القمة، ثم يضاعف الجهود للحفاظ عليها، ولكن للأسف هناك من يعميه الغرور، فيعتقد أنه لو «يكح» لابتهج القطيع، وهناك من يعتقد أن هذا القطيع بلا «تفكير نقدي» فيرمي لهم ما تبقى من «الأوراق».
(2)
أول المؤشرات على أن الفنان لا يحترم جمهوره هو «المادية»، الفنان المادي لا يحترم نفسه فضلا عن جمهوره، بل إنه لا يحترم فنه وزملاءه، ولا يحترم طموحاته، وأهدافه، لا يفهم سوى لغة «المال».
(3)
ثاني المؤشرات: الغياب الطويل، والاكتفاء بالأرشيف، وعدم التجديد، فالفنان المحب لفنه «يهرول» خلف «شغفه» وفنه، والتجديد، في أطر التثقيف والتنوير والحب.
(4)
وثالث المؤشرات: عدم الاهتمام بالعرض المباشر، كالمسرح، والمعرض، ونحو ذلك، وعدم الاهتمام بـ«البروفات»، فغروره يجعله يعتقد أن مجرد ظهوره كافٍ.
(5)
ورابع المؤشرات: ارتكاب الموبقات، والانحراف الأخلاقي، والفكري، وعدم الاستقامة، وإهمال «الاقتداء»، وانعدام الحس التربوي.
(6)
وخامس المؤشرات: انعدام الشفافية، وإخفاء الحقائق، وترك الجمهور في جهل وحيرة.
(7)
وسادس المؤشرات: عدم الحث على العلم، والمعرفة، والثقافة، وعدم الحث على منظومة الأخلاق، وضعف المسؤولية المجتمعية، وعدم المشاركة بالمشروعات الوطنية، والتثقيف، والتنوير.
(8)
وسابع المؤشرات: عدم انتقاء الأعمال التي تسهم برفع الذائقة، وتعزيز الذوق العام، بل يذهب إلى اختيار أعمال هابطة، وسطحية، والتماهي مع «الشوارعية»، والاتجاهات «الوضيعة».