منظور جديد
يأتي هذا الاكتشاف من دراسة ضخمة شملت ما يقرب من 10 آلاف من كبار السن، مما يقدم منظوراً جديداً للعلاقة المعقدة بين صحة القلب ووظائف الدماغ. في حين أن الأطباء راقبوا منذ فترة طويلة مستويات الكوليسترول كلقطة سريعة لصحة القلب والأوعية الدموية، يشير هذا البحث إلى أن استقرار هذه المستويات بمرور الوقت قد يحكي قصة بنفس القدر من الأهمية حول الصحة المعرفية.
مستويات متقلبة
يوضح المؤلف الرئيسي تشن تشو، في بيان: «إن كبار السن الذين يعانون من مستويات الكوليسترول المتقلبة التي لا علاقة لها بما إذا كانوا يتناولون أدوية لخفض الدهون- وبخاصة أولئك الذين يعانون من اختلافات كبيرة من سنة إلى أخرى- قد يبررون مراقبة أوثق وتدخلات وقائية استباقية». وجد البحث أن الأشخاص الذين ارتدت مستويات الكوليسترول الكلي لديهم حول أكثر (في أعلى 25% من التباين) يواجهون خطراً أعلى بنسبة 60% من الإصابة بالخرف وزيادة بنسبة 23% في التدهور المعرفي مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أكثر استقراراً.
انخفاض أسرع
تتبعت الدراسة على وجه التحديد كل من الكوليسترول «السيئ» (LDL) والكوليسترول «الجيد» (HDL). اكتشف الباحثون أن التقلبات في الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار مرتبط بانخفاض أسرع في الذاكرة وسرعة رد الفعل والصحة المعرفية العامة. ومن المثير للاهتمام أن التغيرات في الكوليسترول «الجيد» أو الدهون الثلاثية (النوع الأكثر شيوعاً من الدهون في جسمك) لم تظهر نفس العلاقة بصحة الدماغ.
لكن ما الذي قد يفسر هذه العلاقة؟ يقدم الدكتور تشو تفسيراً محتملاً واحداً: «قد تؤدي التقلبات الكبيرة في مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار إلى زعزعة لويحات تصلب الشرايين، التي تتكون في الغالب من الكوليسترول الضار. يمكن أن يؤدي زعزعة الاستقرار هذا إلى زيادة خطر نمو البلاك والتمزق والعرقلة اللاحقة لتدفق الدم في الدماغ، مما قد يؤثر بالتالي على وظائف الدماغ».