هذه الفترة من السنة وتحديدًا من شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير من عام 2025 تتزاحم الجهات بمختلف مجالاتها وتوجهاتها لتنظيم فعاليات ومعارض ومناسبات. فكل وزارة أو هيئة لديها عرسها الخاص بها وفعاليتها السنوية الرئيسية، وهذه الفترة تحديدا يتم اختيارها لمناسبة الأجواء، والطقس، والروزنامة التعليمية وغيرها. وبطبيعة الحال تتنافس هذه الجهات كجزء مهم من نجاح الفعالية بتجهيز حملة إعلامية وترويجية عبر عدة مسارات ومن أهم هذه المسارات الترويجية استخدام المؤثرين ومشاهير شبكات التواصل الاجتماعي. وفي الغالب يأخذ هذا الجانب الجزء الأكبر من ميزانيات الحملة. إذ إنها من استراتيجيات التسويق الحديثة والفعالة التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في الفترة الأخيرة. تعتمد هذه الاستراتيجية على الاستفادة من قاعدة جماهيرية كبيرة وتفاعل متابعين المؤثرين مع المحتوى الذي ينشرونه، مما يخلق نوعًا من المصداقية والثقة بين الجمهور المستهدف والحدث أو الفعالية المسوقة. كما أنها من الطرق التي يمكن من خلالها الوصول لجمهور أوسع وبشكل أسرع بفضل متابعيهم الكثر، يستطيع المؤثرون إيصال الرسالة التسويقية إلى جمهور كبير في فترة قصيرة. إضافة إلى نقاط أخرى مثل تعزيز الثقة والمصداقية والتفاعل الفوري وخلق جو من الحماس والإثارة للفعالية

لكن هذه الوسيلة تحورت وبدأت تتعقد وأصبحت نجاحاتها مرهونة بعوامل كثيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر اختيار المؤثر المناسب، فليس كل المؤثرين يناسبون كل الفعاليات، ويجب أن يكون هناك تطابق بين الجمهور المستهدف للفعالية وجمهور المؤثر. كذلك التحديات المرتبطة بالشفافية لأنه قد يشعر المتابعون بأن الترويج للفعالية مدفوع وليس من بالفعل من قلب المرسل، خصوصًا إذا لم يظهر المؤثر حماسًا حقيقيًا لها، مما قد يؤثر في مصداقية الفعالية. التكاليف المرتفعة فبعض المؤثرين، خصوصًا المشاهير منهم والصف الأول إن صحت التسمية، يتطلبون أجورًا عالية لتغطية الفعاليات، مما قد يجعل هذه الطريقة مكلفة وغير عملية لبعض الفعاليات، خصوصًا تلك ذات الميزانيات المحدودة.

الأهم من هذا كله أنه سيكون هناك توأمة ما بين سمعة المؤثر وسمعة المؤسسة. ثم إن تأثير هؤلاء تأثير الفقاعات الصابونية فتغطياتهم في الغالب ستكون من خلال شبكة السناب تشات وخصائص هذه الشبكة الأساسية تعتمد على المحتوى الذي يستمر فقط 24 ساعة. في المقابل دفعت مبالغ طائلة تجاه هذه الفقاعات.


اليوم الاعتماد الإعلامي أصبح بنسبة كبيرة يقف على قدميه عليهم في التغطيات، فنحن لسنا في حضرة الوجبات السريعة في نطاق المأكولات والمشروبات فقط، ولكن كل شيء أصبح سريعًا ومحدود الفائدة والتأثير والجودة. إذا كان الهدف فقط عدد أرقام الوصول بلا تأثير فهي دائمًا ناجحة أما إذا كنا نبحث عن تأثير عميق بلا زوبعة لحظية فنحن دخلنا في دائرة الإسراف والتبذير!