تناولت ورشة عمل “ترجمة المانجا من الألف إلى الياء” التي قدمتها أ. نماء الثنيان، ضمن أعمال "ملتقى الترجمة الدولي 2024"، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، عدة محاور مهمة في فن المانجا، بدأت بتعريف المشاركين بهذا الفن، حيث تم تسليط الضوء على تنوع موضوعاته وجمهوره الواسع، إلى جانب شرح عناصره المختلفة مثل الإطارات المرسومة، الفقاعات النصية، والشخصيات، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية المميزة لهذا الفن.
وزودت هذه الورشة المشاركين بمهارات جديدة في مجال ترجمة المانجا، وهي القصص المصورة اليابانية التي تلقى رواجًا عالميًا، إذ تهدف الورشة إلى تدريب المترجمين على تجاوز التحديات الفريدة في هذا النوع من الترجمة بما يلائم الثقافة العربية ويضفي طابعًا إبداعيًا على النصوص المترجمة.
وأوضحت الأستاذة الثنيان، أنواع النصوص المختلفة التي تحتاج إلى ترجمة، بما في ذلك النصوص داخل الفقاعات، والنصوص الخلفية، وتلك التي يسردها الراوي، مما يساعد المترجمين على فهم الجوانب الفنية لهذا النوع من الأدب المصور.
كما ركزت الورشة على قواعد أساسية في ترجمة المانجا، من أبرزها الالتزام بتوزيع النصوص داخل الفقاعات بما يتناسب مع حجم الرسومات، والابتعاد عن الترجمة الحرفية لصالح الترجمة الإبداعية التي تلامس الجمهور العربي بشكل أكثر جاذبية. وشددت الورشة على أهمية مراعاة الرموز الثقافية اليابانية واستبدالها بما يناسب الثقافة المحلية، مثل استبدال الأهازيج اليابانية بأخرى مألوفة في الثقافة السعودية.
كما عرضت الثنيان، التحديات التي يواجهها المترجمون عند التعامل مع النصوص المانجاوية، بما في ذلك الصعوبة في الحفاظ على المعنى الأصلي وتجنب الترجمة الحرفية التي قد تؤثر على جاذبية النصوص. كما تطرقت الورشة إلى ضرورة مراعاة العناصر الثقافية والدينية عند نقل بعض الرموز والرسائل التي قد تتعارض مع الثقافة الإسلامية، مع العمل على الحفاظ على الأثر الثقافي بقدر الإمكان دون التأثير على أصالة العمل.
واختتمت الورشة بجلسة تطبيقية شملت تمرينًا عمليًا على ترجمة صفحات من المانجا، حيث أتيح للمشاركين فرصة تطبيق المبادئ التي تعلموها في بيئة إبداعية، مع التركيز على إيصال المعنى واستيعاب الجوانب الثقافية بطريقة تلائم الجمهور المستهدف. وفي الختام، تم تقديم الشكر للمشاركين وتشجيعهم على تبني نهج الترجمة الإبداعية في أعمالهم المستقبلية، بما يساهم في تعزيز دور الأدب المصور كوسيلة للتواصل الثقافي بين الشعوب.
ويأتي ملتقى الترجمة الدولي 2024 في إطار جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للترجمة والتواصل الثقافي، ويسهم في بناء بيئة داعمة للمترجمين، تزودهم بالمعارف والأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل واستكشاف آفاق جديدة في هذا المجال الحيوي.