أحد ذوي الإعاقة الحركية أوقف سيارته في المكان المخصص لذوي الإعاقة في مقر عمله الذي يتوقف به يومياً منذ سنوات. في ذلك اليوم نسي وضع بطاقة وقوف التي تحمل علامة الإعاقة في مكان بارز بالمركبة، وأثناء ما كان في العمل حضر رجل المرور ولم يجد تلك البطاقة فأصدر بحق المعاق مخالفة وقوف في الأماكن المخصصة لذوي الإعاقة عن طريق نظام «باشر»، فاعترض المعاق عن طريق «أبشر» على المخالفة، وتأخر الرد على اعتراضه فذهب إلى مقر إدارة المرور بمنطقته، وبعد تحققهم من وجود بطاقة إعاقة لديه ألغوا المخالفة واحتاج الأمر ما يقارب أسبوعين حتى ألغيت المخالفة بما في ذلك من صعود ونزول وحركة كان يمكن تلافيها، وللعلم المركبة كانت في ملكية المعاق ومسجلة على رقم هويته الوطنية.

السؤال هنا أليس تطبيق «توكلنا»- على سبيل المثال- يظهر رخصة سير المركبات وفي الوقت نفسه تظهر للمعاق بطاقة إعاقته في التطبيق، بمعنى أنها كلها مربوطة تقنياً من خلال الأنظمة الإلكترونية، أليس من الممكن ربط نظام «باشر» الذي يرصد رجل المرور المخالفات المرورية من خلاله بعد توثيقها بالصور، بأن تظهر لرجل المرور رسالة ترفض قبول رصد المخالفة كون رقم لوحة المركبة الذي تم إدخاله مربوطا برقم هوية لمعاق سواء أكان مالكاً لتلك المركبة أم مستخدماً لها.

ثم إن ظهور هذه الرسالة في تطبيق المخالفات الخاص برجال المرور يقلل من استغلال مواقف ذوي الإعاقة من قبل غير المعاقين، فلو وجد أحدهم بطاقة معاق ولو كان أحد أفراد أسرته وبقي يضعها على مركبته ويستغل تلك المواقف رغم عدم حاجته لها فإنه لن يتم كشفه إلا بمثل هذه الخطوة، التي تمكن رجل المرور من تفحص رقم أي لوحة يجدها في مواقف المعاقين، وإن لم يجدها مربوطة بسجل مدني لمعاق يمكنه التواصل مع صاحب المركبة ويطلب منه إثبات أن معه معاقاً أثناء توقفه في تلك المواقف حتى ولو كان يضع بطاقة للإعاقة على المركبة، فلا تعني بالضرورة أنه استخدم هذا الموقف بشكل نظامي ما لم يكن المعاق معه بالمركبة أثناء توقفها هذا، ونتج عن ذلك حرمان محتاج فعلي من الاستفادة من هذا الموقف.


فما دام أن الأمر بهذه البساطة نأمل من الإدارة العامة للمرور أن يتم هذا الربط مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» وتطور نظام باشر بهذه الخطوة السهلة التي ستكون نتيجتها أنه «لا داعي لذهاب المعاق للمرور».