ولم تظهر أي اختلافات بين الضفادع التي تعيش في مناطق ذات مستويات إشعاع عالية وتلك التي تعيش في مناطق خالية من الإشعاع. كما لم يتم العثور على فروق في مستوى هرمون الكورتيكوستيرون، الذي يرتبط بالاستجابة للإجهاد، بناء على مستوى الإشعاع الذي تعرضت له هذه البرمائيات.
وكشفت نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Biology Letters، أن «ضفدع الأشجار الشرقي» (Hyla orientalis) يبدو أنه لم يتأثر بشكل كبير، إذ إن التعرض المزمن للإشعاع في البيئة المحيطة لم يؤثر على عمره أو مستوى التوتر أو الشيخوخة لديه.
وقال بابلو بوراكو، مؤلف الدراسة باحث ما بعد الدكتوراه في المركز البحثي الإسباني Estación Biológica de Doñana: «أعتقد أن مستويات الإشعاع الموجودة حاليا في منطقة تشيرنوبل ليست كافية لإحداث ضرر ملحوظ للكائنات الحية في الحياة البرية. على الأقل في معظم مناطق تشيرنوبل. لست مندهشا من ذلك».
وتابع: «في غضون أسبوعين من العمل في بعض المناطق شديدة التلوث (ساعات عدة كل يوم) تراكم لدينا مستوى الإشعاع نفسه الذي يتعرض له المرء في زيارة واحدة لطبيب الأسنان، وذلك لأن أخطر النظائر المشعة التي تم إطلاقها في لحظة حادث تشيرنوبل لها عمر نصف قصير جدا، لذلك انخفضت مستويات الإشعاع بسرعة بعد أشهر عدة أو سنوات».
ويستخدم مقياس «عمر النصف» لمادة نشيطة إشعاعيا في الإشارة إلى مقدار الوقت اللازم للكمية لتنخفض إلى نصف قيمتها التي تم قياسها في بداية الفترة الزمنية لتحلل إشعاعي.
ويقول المؤلفون إن النتائج تعزز دور منطقة تشيرنوبل المحظورة كملجأ للحياة البرية يجب الحفاظ عليه، خاصة أن التأثير الحالي للحادثة يبدو قابلا للإدارة بالنسبة للضفادع.
وأوضح بوراكو: «حتى لو لوحظ انخفاض طفيف في متوسط العمر في الحياة البرية، فقد تكون العواقب البيئية والتطورية منخفضة. لقد سمح غياب البشر بالتأكيد بزيادة هائلة في عدد الحيوانات البرية في تشيرنوبل الحالية».