رفض الكثير من "أولياء الأمور" تسجيل بناتهم في الجامعة قبل سنوات حين بدأت الجامعة تشترط صورا شخصية ضمن شروط التسجيل.

أحدهم كان ذكيا ذكاء كاريكاتوريا. فقد أبقى ابنته في السيارة ودخل استوديو التصوير وجلس أمام الكاميرا وطلب من البنغالي المصور ضبط الكاميرا عليه، ففعل، ثم طلب منه أن يريه كيف يلتقط الصورة، ففعل، ثم طلب من البنغالي مغادرة الاستوديو فغادره وانتظر بالخارج، وأحضر الرجل ابنته وأجلسها على الكرسي أمام الكاميرا والتقط لها صورة وأمرها بالمغادرة فغادرت ونادى على البنغالي ليظهر له الصورة!.

قبل أيام حدثني أحد الأصدقاء عن ابنته حديثة الزواج وقد تخرجت من الثانوية بمعدل يسمح لها أن تحقق رغبتها في دخول كلية الطب، لكن زوجها رفض، ولم يفلح معه محاولة أبيها لتعديل قناعته.

وأخبرني صديق آخر عن أخيه الذي عقد قرانه على فتاة تخرجت من الثانوية في الفترة بين عقد القران وبين مراسم الفرح، بمجموع عال وكانت رغبتها أن تدخل الطب لكن زوجها أبى!

اضطرت الفتاتان لتعديل رغباتهما وأحلامهما حسب مزاج الزوجين.

لا أعرف كيف أصف ذلك، هل هو سلوك حسن أم قبيح؟ وهل هو مبرر أخلاقيا أم لا؟ طيب كيف الحال غدا إذا طلقها بعد أن غيّر مستقبلها؟.

المسؤولية كلها تقع على تشويهنا لحياتنا وطبائعنا، وعلى الآباء الذين يفرطون في حقوق بناتهم ويحولونهن إلى سلع يمتلك الزوج جسدها وعقلها ومستقبلها. وكان يمكنهم وضع شروط في عقد النكاح تضمن للبنات حرية الدراسة والاختيار لتبقى إنسانا كامل الإنسانية، كما تقع المسؤولية على البنات الراضيات بأن يصبحن هن ومستقبلهن وأحلامهن تحت تصرف رجال قد يكملون معهن المشوار وقد لا يكملونه.