وهنا يمكن القول بأن الجانب الذي يبرز أهمية دور الأب في علاقته مع زوجته وطرق التعامل بينهما من أجل بناء الأسرة، بأنه لا يقل أهمية عن دور الأم في تربية الأبناء وتوطيد علاقتهم مع الأب، من خلال الطرق التي تتبعها في التعامل مع أبنائها، والعبارات التي تغرسها في أذهانهم ،ما يجسد صورة ومكانة والدهم التي ستوصلها لهم اثناء الحديث عنه معهم .
صحيح أن التوتر والنزاع قد يحدث بين الزوجين، ولكن يجب الحذر لأن يؤدي ذلك إلي تصرف خاطئ خاصة من جهة الأم ، من حيث تشويه صورة الأب لدى الأبناء من قبل الأم ، لأن ذلك لا يليق بالأمومة وسيخلق حاجزا كبيراً بين الأبناء ووالدهم. لذلك يجب أن تحترم الأم الأب في وجوده وفِي غيابه وبخاصة أمام أبنائه حتى تكون قدوة حسنة لأبنائها في احترامه وتقدير منزلته. لأن بعض الأمهات قد تؤثر فيها بعض الخلافات الزوجية وستسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تشويه صورة الأب لدى الأطفال، مثل التظلم منه أو إبراز جانبه السلبي لهم، سواء كان من ناحية تصرفات الأب معها أو بطريقة إدارته للمنزل، أو التقليل من دوره في حياتهم. لأن الطفل قد يتاثر ببعض المواقف والكلمات وينحاز مع الوقت مع أمه ضد أبيه، وقد تزرع الخوف بداخله من والده دون قصد، ومع الوقت سيتطور الأمر بالطفل إلى كره ابيه وبعده عنه ومعاناته نفسياً بسبب ذلك، فتنعدم شخصيته مما سيؤثر فيه مستقبلاً.
لهذا يجب على الأم أن تحذر بأن تكون نظرة الأبناء لوالدهم سلبية، أو محاولة التقليل من قيمته بسبب بعض المشاكل التي تحدث بينها، أو تظهره كجانب عقاب لأبنائه من خلال كثرة التذمر منهم وتهديدهم بوالدهم عند ارتكابهم للأخطاء، أو تظهر دوره بأنه ممول مادي للمنزل فقط .لأن أهمية الأب في حياة أبنائه لا يمكن أن تُختزل في المال فقط، فالأب هو السند والأمان لأبنائه. بل يجب عليها إبراز دوره العظيم وأن تتجاوز كل المعوقات التي قد تصادفها معه، من خلال النقاش وحل الأمور بهدوء. ولا تدخل الأطفال في أي أمر قد يحدث بينهما، ولا تسمح بتشويه صورة الأب لدى الأطفال مهما كانت الأسباب. ويجب عليها عدم السماح لأي من الأبناء أن يذكر والده بسوء أو تشويه صورته ومكانته، وأن تفرض عليهم إحترامه وتقديره. وكذلك هو دور الأب بالنسبة لمكانة الأم لدى الأبناء، حتى ينشأ أطفالهم بالطريقة السليمة .