و قال الواقدي:"وإلى الأحنف أسني الحلم والسؤدد"،وقال الذهبي عنه:"الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين، الأمير الكبير، العالم النبيل أبو بحر التميمي، أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل" .
يروى أن الأحنف بن قيس كان جالسا فجال في خاطره قوله تعالى : " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم " ؛ فقال : علي بالمصحف لألتمس ذكري ومن أنا ؟ ومن أشبه ؟
فمر بقوم
" كانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ "
ومر بقوم
" الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "
ومر بقوم
" وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ "
ومر بقوم
" والَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون "
فقال : " اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء "
ثم أخذ يقرأ، فمر بقوم
"إنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ "
ثم مر بقوم يقال لهم :
" مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ "
فقال :" اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء ". حتى وقع على قوله تعالى :
" وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
فبكى وقال :
اللهم أنا من هؤلاء
اللهم أنا من هؤلاء
اللهم أنا من هؤلاء
فمن نحن من هؤلاء؟!