على الرغم من الانتهاء الرسمي لجدولة انتخابات الأندية الأدبية خلال دورتها الجديدة والتي أعلنت فيها مجالس الإدارة المنتخبة، إلا أن ذلك لم ينعكس على خارطة المثقفين والأدباء، حيث لا تزال النقاشات تتصاعد عن الحالة الثقافية التي لم ترض النخب المثقفة والمبدعة بنتائجها لإخلالها بنظام اللائحة الانتخابية من حيث بروز التكتل القبلي - على حد تعبير بعضهم -.
العضو المؤسس والقاص محمد علي قدس يضغط عبر "تجمع" مكون من 30 مثقفة وأديبة أبرزهم "لمياء باعشن، وزهرة المعبي، وسحمي الهاجري، ويوسف العارف" ضمن احتجاج مقدم على نتائج الانتخابات التي قال: إنها خالفت بنود المادة العشرين من اللائحة الانتخابية للأندية الأدبية التي تحظر التكتلات. قبيلة "بنو سليم" كانت محور المشكلة التي استند عليها قدس بالقول "إن قوائم هذه القبيلة في الجمعية العمومية التي سجلت في النادي لم تعرف طريق النادي يوما، فيما شكلت النسبة الأعظم من الجمعية العمومية الذين يصل عددهم إلى 141 عضوا، والتي جيرت أصواتها لصالح مرشحين بعينهم هم حصيلة هذه الانتخابات الجديدة". ورمى جزءا من المسؤولية على لائحة الأندية الأدبية التي اعتبرها "غير واضحة ومبهمة"، مؤكدا أن الشروط التي وضعت لم تفرق بين المثقف والأديب وغيرهما، وأنها شروط غير واضحة أوصلت المجلس الجديد الذي لا يعرف خارطة النادي - كما قال - إلى سدة الرئاسة. وأشار إلى أنه يسجل موقفا من الانتخابات وسينسحب من الدورة الحالية ليرى ما تقدمه الإدارة الجديدة للمنجز الثقافي المحلي، واصفا المجلس الجديد بأنه يحمل "كاريزما معينة" وخطابا محددا. في المقابل، اكتفى الرئيس الجديد للنادي البروفيسور عبدالله السلمي في حديثه إلى "الوطن" بالنفي كرد على ما أثير حول التكتل القبلي لقبيلته، مضيفا "كل من حضروا وشاركوا في الانتخابات انطبقت عليهم شروط الانضمام للجمعية العمومية وحملوا شهادات جامعية".
وقدم ما يمكن تسميته "ملامح" لبرامج إدارته الجديدة في الوسط الثقافي الجداوي، كان أبرزها أنه يسعى وفريق عمله إلى إخراج النادي الأدبي من حالة النخبوية إلى مشاركة المجتمع العام في صناعة ثقافته.
وأردف "نحن ضد التصنيف ولم نأت للهدم والإطاحة أو الاستبعاد وإنما النادي للجميع، كما نسعى لجعل نادي جدة منبرا لكل موهبة ومثقف مع الإبقاء على القامات الثقافية الجداوية كموجهة ومرشدة ودافعة لنا".