اللسان عضلة إرادية لا ينطق إلا بما أردنا صدقًا كان أو كذبًا، ولكن لغة الجسد دائمًا ما تكون صادقة وإن كذب اللسان، هناك إشارات، إيماءات وتعابير جسدية تقول شيئًا مختلفًا عمّا ينطق به الشخص.
ليس من الصعب اكتشاف كذب شخص - مثلًا - من حركات جسده، كوضع اليد على الفم أثناء الحديث أو حك الأنف وتفادي التواصل البصري، أحيانًا تفادي التواصل البصري يدل على عدم الثقة، التواصل البصري مهم، ولكن بكل الأحوال إطالة النظر في أعين الآخرين يسبب الانزعاج والضيق، ويفضل حسب بعض الدراسات الاجتماعية ألا يتجاوز 3 ثوانٍ. أولئك الذين يفضلون شبك أصابعهم وطقطقتها غالبًا يشعرون بالتوتر ويحاولون السيطرة على أنفسهم. إذا كنت في ضيافة أحدهم ووجدته يتثاءب أو يحرك ساقيه باستمرار، أو ربما بدأ ينقر بأصابعه على الطاولة التي أمامه، عليك أن تغادر فقد أصيب مضيفك بالملل، واحذر أن ترفع أحد حاجبيك إذا كان هناك من يتحدث إليك وكأنك لا تصدقه. هكذا قالت لغة جسدك رغم المجاملة. نبرة الصوت هي أحد لغات الجسد أيضًا، تستطيع معرفة ما إذا كان الشخص غاضبًا، حزينًا، مندهشًا، مشمئزًا أو عاشقًا متيمًا من نبرة صوته.
حسب إحصائية أصدرتها جامعة في كاليفورنيا؛ فإن 7 % من التواصل البشري يقتصر فقط على الكلمات، بينما 55 % منه معتمد على لغة الجسد وما تضمه من حركات وإيحاءات، و38 % على نبرة الصوت والوقفات المستخدمة. وتعد النساء أكثر قدرة من الرجال على قراءة لغة الجسد، وهي فطرية لديهن، وإلا فكيف يدركن الأمهات ما يريده أطفالهن منذ أن يولدوا! كذلك ورد في أحد الدراسات، المرأة أفضل في قراءة لغة الجسد لأن أجزاء أكبر من دماغها تنشط عند تقييم سلوك الآخرين، فعند تصوير دماغ النساء باستخدام الرنين المغناطيسي، وجدوا أن 14 إلى 16 منطقة دماغية نشطت أثناء تقييم الآخرين، في حين نشطت 4 إلى 6 مناطق فقط لدى الرجال.
لغة الجسد أداة فعالة لإضافة التركيز والوضوح للرسائل والأفكار التي يرغب الإنسان في توصيلها للآخرين، كذلك هي مرآة للسمات الشخصية للفرد، لذلك في المقابلات الشخصية يُقبل أشخاص بينما يرفض آخرون، بعيدًا عن الواسطة. أحدهم كان واثقًا من نفسه وإيماءته تعبر عن حدة ذهنه وإبداعه، والآخر متردد، متوتر، واعتيادي.
أهم أسرار لغة الجسد الجذابة تكمن في تعبيرات الوجه، وأعظمها الابتسامة الصادقة، وهي تلك التي ترتخي معها العينان. هناك أشخاص يبتسمون بأفواههم فقط، وغالبًا ما تكون ابتسامة غير صادقة. أثبت العلم أنه كلما زاد تبسمك، زادت ردود أفعال الآخرين الإيجابية نحوك. ولنظرة العين لغة، قد تخون صاحبها، وقد تحكي شيئًا في الفؤاد اختبأ، حبًا كان أو كرهاً. للعينين بصمة، ويمكن تحليل شخصية الإنسان من خلالهما. نصيحة اهتمّ بلغة جسدك كما تهتم بمنطقك، لتكون أكثر إقناعًا.