توجه جماعة حزب الله رسائل متكررة لإسرائيل تظهر إصراره على تعزيز قدراته العسكرية وتطوير هيكليته التنظيمية، وذلك عبر تجديد قياداته وإعادة هيكلة صفوفه بما يضمن استمرارية قوته واستعداده لأي مواجهة محتملة.

ويهدف الحزب من وراء هذه التحركات إلى التأكيد على حضوره كقوة قادرة على التأقلم مع التحديات الجديدة.

وتعد هذه الاستراتيجية رسالة واضحة لإسرائيل ودول المنطقة، مفادها أن حزب الله مستمر في بناء قوته وفي تعزيز جاهزيته، مما يزيد من تعقيد أي خطط لاحتوائه أو الحد من نفوذه.


يأتي إعلان الحزب على اختيار رجل الدين نعيم قاسم تأكيدا على ذلك. تحقيق النصر

وذكر حزب الله في بيان له، إن مجلس شورى الحزب، وهو الهيئة المعنية باتخاذ القرارات، انتخب قاسم (71 عاما) أمينا عاما جديدا لها.

ومنذ مقتل نصر الله في إطار هجوم إسرائيلي، قتل العديد من كبار مسؤولي حزب الله.

قدرات سليمة

ويعد قاسم أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة، لكن أنصاره يرون فيه على نطاق واسع بأنه يفتقر إلى كاريزما سلفه ومهاراته الخطابية.

وفي خطاب متلفز ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر، زعم قاسم الذي يحمل لقب شيخ، أن القدرات العسكرية لحزب الله ظلت سليمة بعد اغتيال نصر الله، وحذر الإسرائيليين من أنهم لن يعانوا إلا أكثر مع استمرار القتال.

وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قاسم، ولم يكن تعيينه مفاجئا، حيث شغل منصب نائب نصر الله لمدة 32 عاما، وكان أيضا الوجه العام لحزب الله لفترة طويلة، كما أجرى مقابلات مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

شؤون خاصة

وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس في يوليو، قال قاسم قصير المقرب من حزب الله إنه لا يعتقد أن إسرائيل لديها القدرة ـ أو أنها اتخذت القرار بعد ـ بشن حرب شاملة على حزب الله. ولكنه حذر من أنه حتى لو كانت إسرائيل عازمة على القيام بعملية محدودة في لبنان لا ترقى إلى مستوى الحرب الشاملة، فلا ينبغي لها أن تتوقع أن يظل القتال محدوداً.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر، وسعت إسرائيل نطاق الحرب في لبنان، مما أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من 1.2 مليون شخص. وتسبب الغزو في دمار واسع النطاق في جنوب وشرق لبنان، فضلاً عن الضاحية الجنوبية لبيروت التي تضم مقر حزب الله. وتخوض القوات الإسرائيلية اشتباكات عنيفة يومياً مع حزب الله في منطقة الحدود أثناء محاولتها التوغل في عمق جنوب لبنان.

هجمات متبادلة

ولا يزال حزب الله يطلق عشرات الصواريخ والقذائف على شمال إسرائيل، وفي الأيام الأخيرة أعلن مسؤوليته عن هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب تل أبيب. كما أعلن مسؤوليته عن هجوم بطائرة من دون طيار ضرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر. ولم يصب أحد في ذلك الهجوم.

مولد وتعليم قاسم:

وُلد عام 1953 في بلدة كفرفيلا بجنوب لبنان.

درس الكيمياء في الجامعة اللبنانية وعمل مدرساً لعدة سنوات.

تابع دراساته الدينية وشارك في تأسيس الاتحاد اللبناني للطلاب المسلمين.

النشاط السياسي المبكر:

انضم في سبعينيات القرن العشرين إلى حركة المحرومين التي سعت لتمثيل أكبر للمجتمع الشيعي.

تحولت الحركة إلى «حركة أمل» التي أصبحت إحدى الجماعات المسلحة الرئيسية في الحرب الأهلية اللبنانية.

الانضمام إلى حزب الله:

انضم إلى حزب الله الناشئ بعد غزو إسرائيل للبنان عام 1982.

شغل منصب نائب الأمين العام للحزب منذ عام 1991، بدءاً من قيادة عباس الموسوي وحتى حسن نصر الله.

التطورات الأخيرة:

تم اختيار قاسم لقيادة الحزب بعد مقتل هاشم صفي الدين في غارة إسرائيلية، وكان يُتوقع أن يخلف نصر الله.

التحديات التي واجهت الحزب:

في سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة الاتصال الخاصة بأعضاء الحزب، مما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة حوالي 3 آلاف.