أثار أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود الدكتور عوض القوزي غضب أكاديميين حينما صنف جامعته في المرتبة الثالثة في المملكة في خدمة المخطوطات، مما دفع الدكتور عبدالعزيز المانع أن يرد ويقول إنها في المرتبة الأولى عالمياً وإن عدد المخطوطات الأصلية والمصورة بحوزتها بلغ 100 ألف مخطوطة بالجامعة بجهود شخصية في حين قال مدير جامعة الملك سعود سابقاً أحمد الضبيب إن هذه الإحصائية قديمة ترجع لعام 1424.

وأوضح القوزي في محاضرة في خميسية الجاسر الثقافية أول من أمس بعنوان "خدمة المخطوطات في السعودية" أن المملكة اهتمت بالكتاب المخطوط، ونشطت مؤسساتها في الحصول عليه أصلاً وصورة، حتى احتلت موقعًا متميزًا بين الدول الأكثر امتلاكًا للمخطوطات، وشغلت المرتبة الخامسة بين أكبر عشر دول إسلامية امتلاكًا للمخطوط.

وأشار القوزي إلى أن المكتبات العالمية تفخر بما تحويه من تراث مخطوط، لأنه يمثل الزاد الثقافي والحضاري للأمة، فيما أولى العلماء الأولون المخطوط عناية خاصة وكان الخلفاء في الدولة العباسية يجلبون العلماء والخطاطين ويجرون عليهم الأعطيات لينسخوا الكتب ويودعوها خزائن الخلفاء، وكانت الرحلة إلى الكتاب معروفة، لا تثني الصعاب عزائم طلاب العلم إن هم سمعوا بوجود عالم أو عرفوا مكان كتاب نادر، يرحلون إليه من الأندلس إلى بغداد طلباً للعلم، ولاستنساخ بعض الكتب والعودة بها لينشروها في قومهم إذا رجعوا إليهم، بينما ظل الاهتمام بالكتاب يورث جيلاً بعد جيل حتى يومنا هذا.

وأوضح القوزي أن المستشرقين أدركوا قيمة الثقافة العربية، وتراثها، فأولوها اهتماما بالغاً ونبهونا في فترة من الزمن إلى ثراء مكتبتنا العربية، وبادروا هم أولاً بالاستفادة منها عن طريق النشر والترجمة، بحكم تقدمهم العلمي والصناعي، مشددا على أن الأمة العربية أخذت تصحو منذ منتصف القرن العشرين بعد رقدة لازمتها قروناً طويلة، خيَّمت فيها الأمية على رقعة واسعة منها، فيما بدأت طلائع المثقفين العرب تأخذ دورها في تحمل الأعباء تجاه هذا التراث، وأخذت مؤسساتنا الثقافية تتنبه إلى قيمة تراثنا العربي.

واختتم القوزي محاضرته بوصف مركز الملك فيصل بتصدر القائمة في عدد مقتنياته المخطوطة والمصورة، يليه في الترتيب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فجامعة الملك سعود، ثم دارة الملك عبدالعزيز، فمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، يليها المكتبة السعودية، ثم المكتبة العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم.