فاقمت الانهيارات الأرضية أزمات الفلبين، حيث تسبب انهيار من الطين والصخور والأشجار في سقوط سلسلة من التلال الشديدة الانحدار، ودفن نحو اثني عشر منزلا، بعد أن اجتاحتها العاصفة الاستوائية «ترامي»، وهي الأكثر فتكًا من بين 11 عاصفة ضربت الفلبين هذا العام.

ويعد هذا هو أحدث اختبار للواقع في الفلبين، التي طالما اعتبرت واحدة من أكثر بلدان العالم عرضة للكوارث في عصر التغيرات المناخية المتطرفة.

مزيج قاتل


يقع أرخبيل الفلبين بين المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وهي تعتبر بمثابة البوابة لنحو 20 إعصارا وعاصفة تضرب جزرها، البالغ عددها 7600 جزيرة، كل عام، بعضها بقوة مدمرة. وتقع الدولة التي يزيد عدد سكانها على 110 ملايين نسمة أيضا في «حلقة النار» بالمحيط الهادئ، حيث تحدث العديد من الانفجارات البركانية ومعظم الزلازل في العالم.

وقد أدى مزيج قاتل من الطقس المدمر المتزايد، الذي يُلقى باللوم فيه على تغير المناخ، واليأس الاقتصادي، الذي أجبر الناس على العيش والعمل في مناطق كوارث كانت محظورة في السابق، إلى جعل العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا تنتظر الكوارث.



سفوح الجبال

نشأت قرى على سفوح الجبال المعرضة للانهيارات الأرضية، وعلى منحدرات البراكين النشطة، وعلى خطوط الصدع الزلزالي، وعلى السواحل التي غالبًا ما تغمرها موجات المد والجزر.

وحذر كمال كيشور، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يرأس وكالة الأمم المتحدة للتخفيف من آثار الكوارث، خلال مؤتمر عقد أخيرا في الفلبين، من أن الكوارث، بما في ذلك تلك الناجمة عن العواصف الشرسة على نحو متزايد، تهدد المزيد من الناس، وقد تعرقل التقدم الاقتصادي في المنطقة إذا لم تستثمر الحكومات المزيد في الوقاية من الكوارث.