وذكرت وكالة الاستجابة للكوارث التابعة للحكومة الفلبينية أن «ترامي»، التي ضربت شمال غرب الفلبين، أسفرت عن مقتل 81 شخصا على الأقل وفقد 34 آخرين في واحدة من أعنف العواصف وأكثرها تدميرا في أرخبيل جنوب شرق آسيا حتى الآن هذا العام. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع ورود تقارير من مناطق معزولة سابقا.
فرق الإنقاذ
تمكن العشرات من رجال الشرطة ورجال الإطفاء وموظفي الطوارئ الآخرين، مدعومين بثلاث حفارات وكلاب بوليسية، من انتشال جثة أحد آخر القرويين المفقودين في بلدة تاليساي الواقعة على ضفة بحيرة في مقاطعة باتانجاس.
وفي صالة ألعاب رياضية قريبة لكرة السلة في وسط المدينة، وُضع أكثر من اثني عشر نعشًا أبيض جنبًا إلى جنب تحمل بقايا أولئك الذين عُثر عليهم في أكوام الطين والصخور والأشجار التي تدفقت بعد ظهر يوم الخميس على المنحدر الشديد لسلسلة من التلال المشجرة بقرية سامبالوك في تاليساي.
حجم الأمطار
وقال الرئيس فرديناند ماركوس، الذي تفقد منطقة أخرى تضررت بشدة جنوب شرق مانيلا يوم السبت، إن حجم الأمطار غير المعتاد الذي تسببت فيه العاصفة - بما في ذلك في بعض المناطق التي شهدت أمطارا تعادل ما تهطل من شهر إلى شهرين خلال 24 ساعة فقط - طغى على السيطرة على الفيضانات في المقاطعات التي ضربتها «ترامي».
وأوضح ماركوس للصحفيين: «كانت المياه كثيرة للغاية، ولم ننته بعد من أعمال الإنقاذ. مشكلتنا هنا أن هناك العديد من المناطق التي لا تزال مغمورة بالمياه، ولا يمكن حتى للشاحنات الكبيرة الوصول إليها».
وأضاف أن إدارته تخطط لبدء العمل على مشروع كبير للسيطرة على الفيضانات، يمكنه مواجهة التهديدات غير المسبوقة التي يفرضها تغير المناخ.
مسار العاصفة
قالت الوكالة الحكومية إن أكثر من 4.2 مليون شخص كانوا في مسار العاصفة، بما في ذلك ما يقرب من نصف مليون شخص، فروا في الغالب إلى أكثر من 6400 ملجأ طوارئ في العديد من المقاطعات.
وفي اجتماع طارئ في كينيت، أثار ماركوس مخاوف بشأن تقارير خبراء الأرصاد الجوية الحكوميين التي تفيد بأن العاصفة - وهي الحادية عشرة التي تضرب الفلبين هذا العام - قد تتحول إلى مسارها الطبيعي الأسبوع المقبل، حيث يتم دفعها للخلف بواسطة الرياح ذات الضغط العالي في بحر الصين الجنوبي.
ومن المتوقع أن تضرب العاصفة فيتنام خلال نهاية الأسبوع إذا لم تنحرف عن مسارها.
وقد أغلقت الحكومة الفلبينية المدارس والمكاتب الحكومية لليوم الثالث على التوالي، للحفاظ على سلامة ملايين الأشخاص في جزيرة لوزون الشمالية الرئيسية. كما تم تعليق خدمات العبارات بين الجزر، مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص.
في حين تحسنت الأحوال الجوية في العديد من المناطق، مما سمح بأعمال التنظيف في معظم المناطق.