في حال كنت تعاني من السمنة المفرطة، وبدا لك أن استخدام إبر التخسيس أمر رائع بما فيها الـozempic التي يروج لها مشاهير ومؤثرون كحل سريع وفاعل للوصول إلى النحافة، فعليك أن تراجع قرارك لأكثر من مرة، وقبلها أن تراجع طبيبك، فقد تكون حياتك معرضة إلى الخطر.

هذا ما يؤكده بعض الدارسين وبعض الدراسات، فيما ينفيه آخرون، ويرون أن أدوية التخسيس بريئة ولا تستحق أن توضع في قفص الاتهامات.

و‏Ozempic هو عقار من ضمن فئة الأدوية التي تسمى منبهات GLP-1 الذي يعد بدوره هرموناً شبيهاً بالجلوكاجون، ويُستخدم لمرضى السكري بهدف تحسين مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على أن يتزامن استخدامه مع نظام غذائي متوازن، إضافة لممارسة الرياضة.


‏إلا أن ozempic راج أخيراً كدواء أو حقنة لإنقاص الوزن، وكذا ما شابهه من أدوية بغرض التخسيس، وأثبتت بعذ هذه الأدوية نتائجها بالفعل؛ حيث أصبحت هناك موجة «نحافة» عالمية، وظهر ما يسمى Ozempic face، حيث تميز وجوه مستخدمي أبر الأوزمبيك بسبب الترهل والشحوب الواضح في الملامح والناتج عن خسارة الدهون بسرعة كبيرة.

الموضوع ليس جديداً، لكنه عاد ليظهر ضمن المواضيع الساخنة في المشهد الاجتماعي السعودي، بعد ظهور دراسات تحذيرية حول هذا الدواء، أثارها عدد من الاختصاصين، وركزت الدراسات هذه المرة على الأعراض النفسية المصاحبة لاستخدام الأوزمبيك كالاكتئاب والقلق والرغبة في الانتحار.

مرضى السكري آمنون

صدرت أخيراً تنبيهات كثيرة حول دافعية وميل مستخدمي إبر التخسيس إلى الانتحار، وأثارت موجة من المخاوف خصوصاً لمرضى السكري الذين يعتمدون بشكل كبير على إبر الأوزمبيك للعلاج.

ولكن التنبيهات والتحذيرات الطبية لفتت الانتباه إلى أن الدراسات والأبحاث ركزت على جانب استخدام الإبر للنحافة، فيما نبهت منظمة الصحة العالمية من الإبر المغشوشة، ومن جهتها طمأنت هيئة الغذاء والدواء السعودية مرضى السكري إلى كون الأوزمبيك علاج آمن.

الانتحار فكرة واردة

أشارت الدكتورة لمياء آل إبراهيم إلى أن التحذيرات الأخيرة حول دواء أوزمبيك، الذي يستخدم لعلاج السكري ويُساهم في إنقاص الوزن، تشير إلى احتمال ارتباطه بزيادة الأفكار الانتحارية بنسبة تصل إلى 45 %. إضافة إلى ذلك، وردت تقارير أخيرًا تفيد بأن هذا الدواء قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، وتسريع الشيخوخة نتيجة تأثيره على الدهون التي تعطي الوجه والجسم نضارتهما.

واستدركت «هذه المعلومات ليست مفاجئة، ولكن ما يثير الفضول هو الإقبال الكبير على هذه العلاجات رغم تكلفتها العالية، وكونها مستحضرات كيميائية حديثة نسبيًا».

نتائج فورية

أضافت آل إبراهيم «بالمقارنة، نجد أن هناك مقاومة شديدة للقاحات، مما يدفعني للتساؤل عن السبب، ويبدو أن الإجابة تكمن في طبيعة تأثير هذه العلاجات. الناس يميلون إلى البحث عن النتائج الفورية والملموسة مثل فقدان الوزن وتأثيره المباشر على مظهرهم، مقارنة بتأثير اللقاحات الذي قد لا يكون ملموسًا بنفس الدرجة في حياتهم اليومية».

ونوهت «هذا التوجه يعكس ميلًا طبيعيًا لدى البشر للبحث عن حلول سريعة وملموسة، حتى وإن كانت تحمل مخاطر غير متوقعة على المدى البعيد».

بلاغات وتحقيقات

نشرت وكالة إندبندنت منتصف العام الماضي أن وكالة الأدوية الأوروبية European Medicines Agency المعروفة باسم EMA، تجري مراجعة لدواء أوزمبيك Ozempic بعد أن أبلغ مستخدمون للدواء عن مشاعر سلبية تراودهم وأفكاراً انتحارية ومشاعر أخرى تتعلق بإيذاء الذات.

كما نقلت «رويترز» أنها تحقق في علاقة علاج أوزمبيك الذي يؤخذ عن طريق الحقن كعلاج للسكري من النوع الثاني بتلك الأعراض الجانبية غير المتوقعة، وذلك بعد أن تلقت إشعاراً من هيئة رقابة صحية في آيسلندا يعلن عن 3 حالات برزت عليها أفكار انتحارية ومشاكل نفسية تحوم حول إيذاء الذات، فيما تتولى التحقيق هيئة أوروبية متخصصة في تقييم أخطار الأدوية، تعرف باسم PRAC.

مراقبة للتطورات

في سياق متصل، أوضحت «وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية» وهي الجهة المنظمة للأدوية في المملكة المتحدة، أنها تراقب أيضاً التطورات حول دواء أوزمبيك

وعليه، حثت كبيرة مسؤولي السلامة في الوكالة، أليسون كيف، المستخدمين على الإبلاغ عن أي آثار جانبية للأدوية، وطلب المساعدة الطبية الفورية في حالة معاناتهم من أفكار تتعلق بالانتحار أو إيذاء النفس.

أدوية مغشوشة

في يونيو الماضي نشرت منظمة الصحة العالمية تنبيها «بشأن منتجات طبّية، 3 دفعات مغشوشة من دواء أوزمبيك (سيماغلوتيد) (OZEMPIC (semaglutide)، كُشف عنها في كل من البرازيل والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية في أكتوبر 2023 والولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر 2023، وتم توريدها ضمن سلاسل الإمداد الخاضعة للتنظيم».

ولفتت المنظمة إلىأن دواء أوزمبيك (سيماغلوتيد) ينتمي إلى مجموعة أدوية تسمى ناهضات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1 RA) التي تُوصف لعلاج فرط سكر الدم لدى المُصابين بداء السكري من النمط 2 من البالغين والمراهقين والأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً.

وأكّدت الشركة المصنّعة الأصلية لدواء أوزمبيك أن المنتجات الثلاثة المشار إليها في هذا التنبيه مغشوشة، إذ زيفت المنتجات هويتها ومصدرها وهي ليست من صنع شركة نوفو نوردسك ( الشركة المصنعة لعقار الأوزمبيك)

* رقم الدفعة LP6F832 غير معروف.

* رقم الدفعة NAR0074 مقترناً بالرقم التسلسلي 430834149057 لا يتطابق مع سجلات التصنيع الأصلية.

* رقم الدفعة MP5E511 صحيح ولكن المنتج مغشوش.

وقد سبق أن أبلغت المنظمة جهات التنظيم الوطنية بضرورة توخي الحيطة والحذر إزاء بعض هذه الدفعات والمنتجات المماثلة الناهضة من نوع GLP-1 عموماً.

كما أوضحت جانباً من المخاطر، وذكرت «قد يؤدي استعمال دواء أوزمبيك المغشوش إلى عدم فعالية علاج المرضى بسبب الجرعة غير الصحيحة، أو تلوّثه بمواد ضارّة، أو استعمال مكونات مجهولة، أو بديلة فيه كما قد يشكل الدواء مخاطر جسيمة أخرى على صحة المريض بسبب إعطائه عن طريق الحقن تحت الجلد مما قد يهدد حياة المريض».

جرعات عالية

عبر منصة X أوضح استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكري وزيادة الوزن، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة جازان الدكتور محمد مدخلي أن إبر التخسيس تعد وسيلة فعالة لإنقاص الوزن، وتتوفر منها أنواع مختلفة مثل أوزمبيك، مونجارو، وسكسندا. وتعمل هذه الإبر بطرق مشابهة، إما من خلال إرسال إشارات شبع إلى المخ أو عن طريق إبطاء هضم الطعام في الأمعاء.

‏ولفت إلى المشكلة التي يواجهها معظم الناس هي أنهم يبدأون بجرعات عالية، معتقدين أن هذا سيؤدي إلى نتائج أسرع. وأوضح «في الواقع، يجب أن تكون الجرعة أقل جرعة فعالة لضبط الشهية، ثم يمكن زيادتها تدريجياً بشرط أن تستطيع أن تأكل 1500سعرة يوميا كحد أدنى».

وبين أن «المشكلة الحقيقية لا تكمن في الإبر نفسها، بل في التغيير المفاجئ في النظام الغذائي، فالتوقف المفاجئ عن تناول كميات كبيرة من الطعام (3000 - 5000 سعر حراري يوميًا) قبل الدواء والانتقال إلى تناول 800 سعر حراري فقط يمكن أن يؤدي إلى نقص شديد في المعادن والفيتامينات والعبث بهرمونات الجسم، مما يسبب مشاكل مثل اضطرابات الدورة الشهرية، تساقط الشعر، وتلف البشرة، خاصة لدى النساء».

وأضاف يمكن استخدام الإبر بأقل جرعة فعالة لضبط الشهية وليس لهدف سد الشهية بشكل كامل وأن يكون مصحوباً بنظام غذائي متوازن يتجاوز 1500 سعر حراري يوميًا وبنسبة بروتينات عالية مع تمارين مقاومة للحفاظ على العضلات.

وبين أنه لا بد من أخذ تلك الأدوية تحت استشارة طبيب، وأن يكون التعامل معها بوعي لتجنب خطر تناولها بشكل عبثي.

الهيئة تصرح

من جانبها، ذكرت الهيئة العامة للغذاء والدواء لـ«الوطن» أن الأدوية المسجلة محليًا تخضع لمراقبة مستمرة لضمان فعاليتها وسلامتها وجودتها في جميع مراحل ما بعد التسويق، وتقوم الهيئة بدراسة المستجدات بشكل دوري.

وقالت الهيئة «نود التنويه إلى أن البيانات المتاحة حاليًا لا تدعم وجود ارتباط بين أدوية ناهضات مستقبلات الببتيد المشابه للجلوكاجون (GLP-1) وبين الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية لدى مرضى السكري، أما بالنسبة لمرضى السمنة، فإن البيانات المتوفرة ليست كافية لدراسة ارتباط هذه المجموعة الدوائية بتلك الأعراض».

وأضافت «توصي الهيئة العامة للغذاء والدواء بقراءة النشرة الداخلية للأدوية بعناية، واتباع التوصيات المذكورة فيها، وعدم استخدام هذه الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب المختص للتأكد من دواعي الاستخدام المعتمدة والجرعات المناسبة».

ـ فقدان الوزن والحفاظ عليه يتطلب تغييرات إيجابية في نمط الحياة

‏ـ Ozempic يساعد الجسم على إطلاق مزيد من الأنسولين لتحسين استقرار مستويات السكر في الدم

ـ هناك أعراض جانبية لـOzempic حسب دراسات سابقة

الأعراض الجانبية لاستخدام Ozempic

ـ اضطراب الجهاز الهضمي

ـ الشعو ر بالغثيان والقيء

ـ الإسهال

ـ الانتفاخ

ـ الإمساك

ـ الارتجاع المعدي المريئي

ـ آلام البطن

طرق كشف المنتجات الطبية المغشوشة - (حسب منظمة الصحة العالمية)

1- التحقق من رقم المجموعة والرقم المتسلسل

2- فحص القلم

قد يحتوي قلم دواء أوزمبيك المغشوش على مقياس يمتد خارج القلم عند تحديد الجرعة

3- تقييم جودة الوسم

قد يكون الوسم رديء الجودة وقد لا يلتصق بالقلم جيداً

4- البحث عن أخطاء إملائية

قد تحتوي عبوة المنتج الكرتونية على أخطاء إملائية على واجهتها