وقبل عدة أسابيع توج مركز التميز لزراعة الأعضاء جهوده بالإعلان عن إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة بالروبوت في العالم، في سابقة نوعية تعزز مكانة المملكة وريادتها في مجال الرعاية الصحية، وتبرز قدرة "التخصصي" على ابتكار ممارسات طبية تعزز نتائج العلاج، وتجربة المرضى.
وبالتزامن مع تواجده كراعي بلاتيني بمعرض الصحة العالمي المنعقد في العاصمة الرياض خلال الفترة 21-23 أكتوبر الجاري، يستعرض مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لزوار جناحه؛ مسيرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود في زراعة الأعضاء، والتي أثمرت عن إجراء ما يصل إلى 9000 عملية زراعة عضو ناجحة منذ إنشاء برنامج زراعة الأعضاء في العام 1981م.
وحقّق "التخصصي" تفوقًا في تجاوز تحديات التوافق بين المرضى والمتبرعين لزراعات الكلى، من خلال تنفيذ برنامج زراعة الكلى التبادلي الرائد، الذي يسهل تبادل المتبرعين الأحياء الذين لا تتوافق فصائل دمهم وأنسجتهم مع المريض، وتوفير فرص أكبر لمرضى الفشل الكلوي المسجلين على قوائم الانتظار لزراعة الكلى، والذي ينطوي على استئصال وزراعة عدة كلى بالتزامن، وذلك في نهجٍ طبي مكّن من تسريع عملية الحصول على الكلية المطابقة، وتجنيب المرضى الانتظار على قائمة الزراعة لأوقات طويلة حتى توفر المتبرعين، ما مكنه من زراعة ما يزيد عن 5000 كلية منذ تأسيس المركز.
ولا تقتصر إنجازات المركز على إجراء عمليات زراعة الأعضاء فحسب، بل امتدت لتشمل مجال الوقاية والعناية المتخصصة للمرضى، ففي عام 2023، تأسست عيادة اللقاحات المخصصة لمرضى زراعة الأعضاء الصلبة، بهدف توفير حماية متكاملة للمرضى الزارعين، وذلك من خلال خطط لقاحات مصممة خصيصاً لكل مريض بناءً على حالته المناعية ونوع العضو المزروع، مما يسهم في تقليل مخاطر التعرض للأمراض المعدية التي قد تؤثر على نتائج الزراعة، وقد قدمت العيادة خدماتها لـ 150 حالة خلال أقل من عام.
ومن أبرز إنجازات العيادة، نجاحه في تقديم لقاح "Shingrix" لمرضى زراعة الأعضاء، حيث بلغت نسبة الامتثال للجرعة الأولى 73%، فيما عاد 55% من المرضى لتلقي الجرعة الثانية، مما يعكس الالتزام القوي بتقديم رعاية وقائية شاملة تحافظ على سلامة المرضى بعد إجراء العمليات المعقدة.