كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية أبو بكر القربي في حديث إلى "الوطن" أن الرئيس علي عبدالله صالح باقٍ في المملكة لإتمام فحوص طبية في المستشفى العسكري بالرياض. وقال: لا موعد محدداً لمغادرته، لأن الأمر يتعلق بالنتائج التي ستحدد ما إذا كان سيتم العلاج في المملكة أو في الولايات المتحدة أو يعود إلى اليمن إذا كانت مطمئنة.
ونفى القربي وجود شرط يمني بعدم حضور وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم خلال توقيع المبادرة أول من أمس، مؤكداً أنه "قرار قطري وليس يمنياً".
إلى ذلك، وصف المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجـية بأنـه "حدث تاريخي".
على الرغم من أن حبر الموقعين على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، لم يجف بعد، سقط أمس خمسة قتلى وعشرات من الجرحى حينما تصدت قوات الأمن المركزي وموالون للنظام لتظاهرة في صنعاء شارك فيها عشرات الآلاف من شباب ساحة التغيير. ودان الرئيس علي عبدالله صالح مقتل المتظاهرين وطلب من السلطات الأمنية القبض على المسؤولين عن هذا العنف لمحاسبتهم.
وفيما أبدى عدد من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم فرحتهم بإنجاز الاتفاق، أبدى عدد آخر رفضه معتبرين أن صالح "نكث بوعده بالصمود في وجه معارضيه". واعتبروا أن التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة "يمثل تنازلاً". واعتبر آخرون أن توقيع المبادرة الخليجية يمثل انصياعاً لإرادة الأقلية على حساب الأغلبية التي حسمت خيارها بالوقوف إلى صف الشرعية الدستورية.
وكان ممثلو الحزب الحاكم والمعارضة الذين شاركوا في مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض أول من أمس قد عادوا إلى صنعاء، حيث وصف الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي أحمد عبيد بن دغر الحدث بأنه يمثل منعطفاً جديداً في مسار الأزمة، وعبر عن أمله في أن يكون هذا المنعطف نهاية للأزمة والعنف والتفرقة والفتنة والوصول إلى مرحلة يستطيع الجميع في إعادة صيغة الدولة اليمنية بما يحقق تطلعات الشعب في التنمية والتطور. ورأى أن الخطوات اللاحقة بعد توقيع المبادرة يجب أن تبدأ الآن وأن يكون لدى الجميع قدر من الثقة في العمل المشترك وأن يزرعوا بدل الفرقة والخلاف قدرا من التوافق الوطني. وقال المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان إن اليمن بعد التوقيع على المبادرة انتقل إلى مرحلة جديدة، وإن المطلوب من الجميع أن ينتقلوا بالسلوك والمواقف بما يتناسب مع هذه المرحلة الجديدة، وينبغي إدراكها والتعامل معها، لأن هناك مرحلة جديدة أكبر بكثير من إعادة الإعمار تتمثل في بناء اليمن الجديد.
واعتبر المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر أن توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية "حدث تاريخي"، لافتا إلى أن هناك تسوية سياسية مبنية على المبادرة ستفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن. وقال في تصريح لـ"الوطن" بعد التوقيع "أتمنى أن يتعاون الإخوان في اليمن من أجل إعادة إعمار البلاد وتحقيق المصالحة الوطنية". من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني اليمني محمد سالم باسندوة أن السؤال حول التحركات العسكرية المكثفة للحرس الجمهوري "يسأل عنها من هو في السلطة التي لا تزال مسيطرة على هذه القوات". وحول إمكانية تراجع أي طرف عن المبادرة، بين باسندوة في حديث لـ"الوطن" أن أطراف المعارضة لا يمكن أن تتراجع عنها. وقال "من جانبنا لن نخذل إخواننا الخليجيين وأصدقاءنا الذين شاركونا معاناتنا خلال التسعة الأشهر الماضية.. أؤكد لهم بأننا سنلتزم بكل ما وقعنا عليه بجدية، والأمر يعتمد على الطرف الآخر الذي نأمل منه أن يلتزم هو الآخر بما وقع عليه".
مواقف
• أحمد دغر: توقيع المبادرة يمثل منعطفاً جديداً في مسار الأزمة.
• محمد قحطان: المطلوب من الجميع مواكبة متطلبات المرحلة الجديدة.
• جمال بن عمر: أتمنى أن يتعاون اليمنيون من أجل إعادة الإعمار.