لا يوجد سبب سوى أن تسجيلاته ليست صافية، والأدوات المستخدمة بدائية، ولم أكن في يوم أعتقد أن أستمع لأغنياته، وعند البحث السريع المليء بالفضول؛ وجدت أن الفنان الذي وافته المنية في سن مبكرة، حقق شهرة واسعة وأثر عميقًا في عالم الأغنية الشعبية السعودية.

ألهم الآلاف من المراهقين والشبان والكهول، نقش اسمه على الجدران القديمة، والزوايا المحفوظة في ذاكرة المجتمع. هذا الاهتمام من شريحة واسعة من الجمهور، دفعني لمعرفة سبب غياب هذا الموروث عن أمثالي من محبي ومتذوقي الفن السعودي بمختلف أنواعه.

ويبدو أن ذلك لا ينطبق فقط على الفنان " بشير حمد شنان" هناك " فهد بن سعيد" و"عيسى الأحسائي"، وغيرهم من الأسماء الجديدة بالنسبة لي، ولا زلت أتعرف عليهم لأول مرة!


عزف عود راق وجميل، لمسات فنية يصعب على كثيرين إتقانها، إيقاعات أصيلة مستمدة من منطقة نجد والمنطقة الشرقية وغيرها.

ما هو سبب غياب هذا الموروث العظيم عن الحضور لذهن وذائقة جيلي ومن هم في مستوى شغفي الفني؟!

هل هو ما حدث «قبل أمس وسط السوق»؟ أو بسبب «العباة الرهيفة»؟

أو نه قبل عشرات السنين وفي ظروف مجتمعية تختلف تماماً عما حدث في الحجاز، تم إهمال حاضر ومستقبل الأغنية في نجد!

لاحظت أن الفن السعودي المعروف بشكل عام يُنسب أكثر إلى فناني المنطقة الغربية مثل طلال مداح ومحمد عبده ، وإلى فناني المنطقة الشرقية مثل راشد الماجد. يبدو أن الثقافة المنفتحة جزئيًا في هاتين المنطقتين ساعدت على ازدهارهم.

على الجانب الآخر، فإن فناني المنطقة الوسطى مثل بشير شنان وفهد بن سعيد لم يتمكنوا من التطور بالشكل الذي يستحقونه، وأعتقد أن ذلك بسبب الثقافة السائدة في تلك الفترة التي كانت تُشيطن الفن وقتها، وأرى أنه بسبب ذلك لم يحظوا بالدعم الذي يساعدهم على التطور، وهذه من عيوب سيطرة ثقافة ما كنا نعاني منها سابقا، وفي لحظة إدراك ؛ وجدت أن الفن لدينا أثرى مما هو متداول.

أخيراً.. ليت وزارة الثقافة- تحديدا- تتبنى برامج مكثفة لإعادة إحياء الفن الذي ظلم في مرحلة ما. ليست عملية تصحيحية، بقدر ما هي حاجة لإبراز كنوز ثقافتنا الثرية والمليئة بالإبداع.