أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون التونسية من شركة سيجما كونساي، وهي شركة مستقلة نشرت في السابق أرقامًا لا تبتعد كثيرًا عن النتائج الرسمية، فوز الرئيس التونسي قيس سعيّد بأكثر من %89 من الأصوات على رجل الأعمال المسجون عياشي زامل وزهير المغزاوي، اليساري الذي دعم سعيد قبل أن يختار الترشح ضده.

ملاحقة الخونة

واحتفل أنصار الرئيس قيس سعيد بعد انتهاء التصويت وأطلقوا أبواق سياراتهم، كما بث التلفزيون الرسمي صورًا للرئيس وهو يتعهد بملاحقة الخونة ومن يعملون ضد تونس، تمامًا كما فعل طوال فترة ولايته.


وقال سعيد في مقر حملته الانتخابية، «سنقوم بتطهير البلاد من كل الفاسدين والمخططين».

أحزاب المعارضة

فيما اختارت أغلب أحزاب المعارضة مقاطعة الانتخابات. ووصفوها بأنها خدعة، بينما قال أنصار الرئيس الذي استغل ردود الفعل العنيفة المناهضة للمؤسسة للفوز بفترة ولاية أولى قبل خمس سنوات، إن فوزه الثاني سيرسل رسالة واضحة إلى الطبقة السياسية التي سبقت صعوده.

وقالت ليلى البكوشي أحد أنصار سعيد «لقد سئمنا من الحكم الذي كان لدينا من قبل. نريد زعيمًا يريد العمل من أجل تونس. كانت هذه البلاد في طريقها إلى الخراب».

تحقيق العدالة

وكانت هذه الانتخابات الثالثة منذ أصبحت تونس أول دولة تطيح بديكتاتور حكم البلاد لفترة طويلة في انتفاضة الربيع العربي في عام 2011.

وبعد أسابيع من قيام بائع فواكه بإشعال النار في نفسه احتجاجًا على إذلال الشرطة والفساد، تمت الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وفراره من البلاد.

وفي السنوات التي تلت ذلك، أقرت تونس دستوراً ديمقراطياً جديداً، وأنشأت هيئة الحقيقة والكرامة لتحقيق العدالة للمواطنين الذين تعرضوا للتعذيب في ظل النظام السابق، وشهدت فوز مجموعات المجتمع المدني الرائدة بجائزة نوبل للسلام لوساطتها في التوصل إلى تسوية سياسية.

لكن قادتها الجدد لم يتمكنوا من دعم اقتصادها المتعثر وسرعان ما أصبحوا غير محبوبين وسط صراعات سياسية مستمرة وحلقات من العنف.