انطلق، اليوم، مؤتمر LEARN بنسخته الأولى بمدينة الرياض تحت شعار (رحلة التعلّم)، الذي يستمر لمدة يومين؛ بهدف تعزيز مفهوم التعلم المستمر والارتقاء بتقنياته وتجاربه وأساليبه، وﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻣُﻠﻬﻤﺔ تساهم في بناء مهارات المستقبل وتعزيز القدرات البشرية، بما يساعد في إعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وفي افتتاح المؤتمر، أكد الرئيس التنفيذي لمؤتمر LEARN عبدالعزيز المقيطيب، أن الفضول المعرفي سلوك يخلق العادات التي لا تنقطع عن البحث والتعلم واستكشاف "كل شيء"، إلى جانب توسيع العلاقات والتعرف على أشخاص لديهم اهتمامات مختلفة وقطاعات متنوعة.. لزيادة المعرفة ونموها باستمرار ومنذ سنوات.

وبيّن المقيطيب أن المؤتمر يشهد 60 جلسة حوارية بمشاركة أكثر من 200 متحدث من رواد وخبراء قطاع التعليم ونخبة من صنّاع القرار والمبتكرين والمستثمرين، لمناقشة التحديات والفرص في التعلم، وسُبل مواءمة السياسات مع الاحتياجات المستقبلية، واستكشاف مسارات مبتكرة لتعزيز المهارات الأساسية والرقمية، بما يتوافق مع المستهدفات الوطنية الطموحة لبرنامج تنمية القدرات البشرية؛ أحد برامج رؤية السعودية 2030، وكذلك أهداف التنمية المستدامة العالمية.


كما يوفر مؤتمر LEARN منصة عالمية لاستكشاف التعلم كرحلة حيوية، مُقدماً تجربة فريدة ومستحدثة عبّر خمس مساحات ثرية في مكان انعقاد المؤتمر وهي؛ فضول، وآفاق، واندماج، وانعكاس، وتبادل، التي تناقش كل منها أبعاداً مختلفة في التحول والازدهار بقطاع التعليم، بالإضافة إلى تحديد ملامح مستقبل التعلم مدى الحياة، وتعزيز التواصل الفعّال بين الحضور من حول العالم.

وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة الدكتور منصور الرميان المشرف العام على وكالة تنمية رأس المال البشري وسوق العمل بوزارة الاقتصاد والتخطيط، للحديث عن (صياغة المستقبل: التعليم مفتاح تحقيق آفاق التطور الديموغرافي في المملكة العربية السعودية)، حيث تناول الدور الحيوي للتعليم في استثمار الطاقات الديموغرافية للمملكة العربية السعودية، مع التركيز على النمو المتزايد لفئة الشباب، كما سلط الضوء على استراتيجيات تسخير المهارات والمعرفة لإعداد جيل قادر على دفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار.

ولفت الرميان إلى دور تدريب الشباب وتأهيلهم؛ لكي نعد جيلاً متخرجين ومنخرطين بالوظائف ومتعلمين مدى الحياة، باعتبار أن المهارة في المستقبل ليست بالمعرفة وإنما في الحيوية والرشاقة في التعليم، انطلاقاً من رؤية 2030، مع أهمية تأقلم الطلاب مع الخطط والبرامج التي تحسِّن وتقبل التعلم المتعدد وتعمل على تنشئة جيل مبني على التعليم والتعلم، وأن يكون موازياً لريادة الأعمال وتعزيز العقول منذ سن مبكر.

ونوه بأهمية الاهتمام بالابتكار كركيزة للفهم والقراءة والاستيعاب والمهارات المهمة، إلى جانب الاهتمام بمخرجات التعليم وتقييم النجاحات؛ لأن إصلاح التعليم لن ينجح الا بتضافر الجهود من الجميع؛ كون التعليم دائرة متكاملة ومترابطة ومحفزة لكل القطاعات.

وتناولت الجلسة الثانية (صياغة المستقبل: رؤى قيادية حول التعليم الدولي) بمشاركة كريستوفر بوبير المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان والصين وهونغ كونغ بوزارة الأعمال والتجارة البريطانية، والدكتورة بريندا هايبليك المستشارة الإقليمية للتعليم في المكتب الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدكتورة الزا محمدو مديرة مركز المهارات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.



وطرح الضيوف رؤيتهم للمشهد التعليمي العالمي المتطور، وكيف تساهم التحولات العالمية والتقدم التكنولوجي والتغيرات السياسية في إعادة صياغة ملامح التعليم، كما ناقشوا التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات التعليمية والمعلمين والمتعلمين على مستوى العالم بشكل يبرز الديناميكيات الجديدة في عصر التطور المتسارع.

وتطرّق المتحدثون إلى أهمية التحول الرقمي، مستشهدين ببرامج التعليم عن بُعد، والدمج بينه وبين التعليم الحضوري مع بعضهما البعض، والاستفادة من الجوائح نحو التطوير والتجديد، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مع أهمية تبني معايير وممارسات فضلى لتدريب وتمرين المعلمين على التقنيات الجديدة، وإعداد الجميع سواءً معلمين وطلاب على استخدامها.