(1)

منذ المراهقة لا أستوعب الإسراف والبذخ والصخب في حفلات الزفاف، كذلك الاحتفاء المبالغ فيه بـ«نجم الليلة» والهرولة أمامه، والحرص على التصوير معه. لا أفهم طبيعة الإنجاز الذي حققه، فالأمر لا يعدو كونه اقتران بين شخصين يفترسهما القلق!، يعدها البعض مشاركة بالفرحة، ولكن النتيجة التي وصلتُ إليها أن هذه الحشود مبتهجة لأن أحدهم سيودع العزوبية بعد قليل، لأن العرب يقدسون «الزواج» بشكل يصل إلى النظرة الدونية لأولئك الذين لم يتزوجوا.

(2)


محزنة تلك الخسائر في ليلة الزفاف عندما ينتهي الأمر بالطلاق، كل زواج مهدد بالطلاق، كما لا يمكن استيعاب لم لا يتم صنع حفل مبسط لاقتران «الزير» بـ«ست الحسن»، بدلًا من هذا الهدر المالي، والاستعراض، والتأنق، والرقص، والضوضاء، والصخب.

(3)

ولى زمن «الحشود» في حفلات الزفاف، وأقبل زمن فرحة عائلتين وكفى، فانصراف الشباب عن الزواج هو بسبب تكاليف «الليلة المشهودة».

(4)

الشباب يعتقدون أن «الهدر» و«الهدير» علامة فرح، وإشارة لحياة زوجية سعيدة، أوهام الشباب جعلتهم يعتقدون أن «الحياة الزوجية» بلا منغصات، لذا تجدهم من أول شرارة يظنون أن ثمة عدم التوافق، وبالتالي التفكير بالانفصال!، وكأن التوافق الفكري والحب شرط لحياة سعيدة!

(5)

النساء هن الأخطر، فالبنات يعتقدن أنهن يستحقن ليلة يسير بها الركبان، وتكون حديث العالم، حتى لو تكبد «شريك الحياة» كثيرًا من الخسائر، فهذا يعزز غرورها الفطري، إضافة إلى أن قريبات الزوجة من الدرجة الأولى يحرصن أكثر من الزوجة نفسها على أن تكون «ليلة» بنتهم «أسطورية» فهم - بظنهن - لا يقلون عن عائلة «موكيش أمباني»!

(6)

كلا بل إن بعض الحمقى يصنع ليلة «صاخبة» ليفوز بإعجاب ورضا «أنثى الطاووس» التي لم تكن تريد من الحياة سوى «زوج»!