يتسابق مالكو مواقع بيع المكملات الغذائية في طرح أسعار منافسة لجذب الراغبين شراء المكملات الغذائية التي يروجون إلى أن بعضها يسهم في تخسيس الوزن، وبعضها مكملات لخفض السكر والضغط، وثالثة مكملات للمعادن ومكملات للعظام والمفاصل والغضاريف، ومكملات فيتامينات.

وتعد هذه المكملات من الأكثر مبيعًا في تلك المتاجر وسط جهل كثيرين ممن يشترونها بما يترتب عليها من أضرار، خصوصًا أنهم يتعاطونها دون استشارة طبية.

خلل هرموني


أوضحت فاطمة الغامدي أنها اشترت مكمل للتخسيس من أحد المواقع، وبعد شهر على استخدامه بدأت تشعر بتوعك في الأمعاء واضطرابات في الجهاز الهضمي وتأخر في الدورة الشهرية، ما دفعها إلى زيارة طبيب معالج، فوجئ عند عرض المكمل عليه أنه دواء يقوي هرمون الذكورة، ما أدخلها في دوامة كبيرة بين زيارة عيادات النساء والولادة وزيارة استشاري الباطنية لتجد أنها مصابة باضطراب في الهرمونات، كما أصيب بالقولون الهضمي.

وبينت أن تلك المواقع تروّج لمكملات غذائية دون إيضاح الأضرار المترتبة عليها للمشترين، وطالبت بفرض رقابة من قبل وزارتي التجارة والصحة على تلك المواقع.

آلام المفاصل

يقول عبد المجيد أحمد إنه اشترى مكمل غذائي، عبارة عن زيت السمك من أجل تقوية صحة القلب، وتضمن المنتج ما يشير إلى أنه يساعد في دعم الاستجابة الصحية للالتهابات.

وأوضح «بعد فترة من استخدامي للمكمل بدأت أشعر بآلام في المفاصل، وخدر في الأطراف، ما اضطرني إلى مراجعة الطبيب الذي أوضح لي أن المكمل يتسبب بالتهابات في الدم، كما أنه يرفع الكولسترول».

وأشار إلى «شراء المكملات دون الرجوع إلى طبيب له آثار خطيرة على صحة الإنسان».

وبين أن «بيع تلك المكملات دون وجود رقابة أسهم في انتشار تلك المواقع على السوشال ميديا وبات القائمون عليها يتسابقون في نشر الإعلانات عن مكملات عدة دون الرجوع لطبيب مختص».

أضرار جسيمة

يشدد استشاري القلب والأوعية الدموية عبدالله صالح أن المكملات الغذائية قد يكون لها أضرار جسيمة على صحة الفرد، فعلى سبيل المثال قد تتضرر الكلى مثلما يحدث عند تناول مضادات الالتهابات التي تكون عبارة عن مكمل، خاصة إذا كانت تلك المكملات تدر البول بكثرة.

وأوضح أن بعض المكملات تحتوي على كافيين فتؤثر على صحة القلب، كما تحتوي بعض تلك المكملات على أعشاب مضرة، لذلك يجب عرضها على طبيب مختص قبل تناولها.

وبين أن هناك صلة بين المكملات الغذائية وإصابات الكبد وقد يكون استخدام المكملات الغذائية المتعلقة بإنقاص الوزن عند الإناث ذات تأثير على الكبد حال أخذها دون استشارة طبية.

مكملات الأجسام

يشرح استشاري الباطنية الدكتور عادل سيف أن تناول المكملات الغذائية لكمال الأجسام التي تحتوي على البروتينات قد تؤدي إلى زيادة معدل عمل الكلى، حيث قد يسبب فرط عملها إلى زيادة معدل التخلص من سوائل الجسم مما قد يؤدي إلى الجفاف، كما قد يزداد معدل إخراج الأملاح والمعادن الذائبة في سوائل الجسم.

وأوضح أن البروتينات قد تسبب بعض المشكلات في الجهاز الهضمي خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، لذلك لا بد من معرفة أن مكملات الأجسام لا تخلو من الخطورة لذلك على الفرد معرفة الجوانب السلبية المحتملة والمرتبطة باستخدامها قبل أن يبدأ بتعاطيها.

الفيتامينات وخطورتها

من جانبه، يؤكد استشاري التغذية محمد كامل أن تناول المكملات الغذائية التي تكون عبارة عن فيتامينات قد يكون لها أضرارها على الجسم، فأخذ 1 جرام يوميًا من فيتامين C قد يسبب تكوين حصوات الكلى، وتحديدًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي من حصوات الكلى، ولذا يجب الحرص على أخذ هذا الفيتامين عن طريق طبيب مختص ومعرفة الجرعة المسموحة منه.

كما يسبب الإفراط في تناول فيتامين B6 بجرعة تزيد عن 200 ملجرام أو أكثر، في زيادة فرص الإصابة بتلف الأعصاب، وارتفاع مستويات وظائف الكلى، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة القلبية والوفاة خاصة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.

وأوضح أن هناك نتائج لدراسات أكدت أن تناول جرعات عالية من فيتامين A حوالي 10000 وحدة أو أكثر قد يسبب تلف الكبد، وزيادة ضغط الدم، وعيوب خلقية عند الجنين لدى النساء الحوامل، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب فقط بتحديد الجرعة التي يتم تناولها.

وأشار إلى أن أخذ المكملات عن طريق المواقع دون استشارة ينطوي على خطورة كبيرة على صحة الإنسان، وأنه ينبغي على تلك المواقع ألا تبيع تلك المكملات إلا بعد معرفة التاريخ المرضي لكل شاري، وأن يكون هناك استشاري يتم التواصل معه قبل الموافقة على شراء المنتج حتى يتم تنظيم عملية البيع والشراء في تلك المواقع.

تفاعلات خطرة

يرى استشاري التغذية أحمد بدوي أن هناك تفاعلات تحدث مع الأدوية والمكملات الغذائية مما يؤثر في فعاليتها أو يسبب تفاعلات سلبية منها التسمم.

ويجزم أن تناول كميات زائدة من المكملات قد يؤدي إلى حدوث التسمم والتسبب في تأثيرات سلبية أو خطيرة، وأن المكملات التي تكون فيتامينات تذاب في الدهون، مثل فيتامين H وفيتامين D يمكن أن تتراكم في الجسم وتصبح سامة حال الاستخدام الزائد.

كما أن بعض المكملات الغذائية قد تحمل مخاطر يجدر الانتباه إليها، ومن هنا يجب اختيار المكملات من الشركات الموثوقة، والبحث عن شهادات معتمدة مثل ممارسات التصنيع الجيدة (GMP) لضمان أن المنتج يلبي معايير عالية الجودة، والبعد عن الادعاءات المضللة التي تعتمدها بعض الشركات التي تزعم بجرأة أن لمنتجاتها فوائد جمة دون أن تكون مدعومة بأدلة علمية أو تعتمد على أبحاث محدودة.

ـ مختصون يطالبون بفرض رقابة على مواقع بيع المكملات

ـ أطباء يحذرون من أضرار تسببها المكملات

ـ مطالبات بالاستعانة بمختصين لتحديد صلاحية المكمل وجرعته لكل مشتري