وفي عصرنا الحاضر أصبح الإنسان في حيرة من أمره، بعد أن أخذت بعض وسائل التواصل
الترويج للخرافات ، التنجيم ، الخزعبلات،ثم يأتي من يُسىء إستخدام " الميتافيرس"الواقع الإفتراضي، ليزيد الطين بلة ، ويزور تلك الأوهام بالصوت والصورة.
وكانت الأساطير كما يُقال عنها "تاريخ في صور متنكرة " حديث مجالس السمر في الماضي ، وقد
يكون فيها من الحقيقة الشيء اليسير لكنها خضعت على مر العصور للمبالغة والتضخيم فتشعبت أحداثها ،وكثُر رواتها.
وتؤكد دراسات إجتماعية ، أن الخرافات تختفي من حياة يشع فيها الإيمان ، ومجتمع يزدهر بالعلم والثقافة ،ومحاربة الشائعات ومقاطع مشاهير الفلس.
وقد كشف الكاتب شادي عبد الحافظ في كتابه "ليلة نهاية التاريخ" عن أشهر الخرافات والمقولات التي حُشرت قسراً في العلوم ، والعادات ، ونظريات المؤامرة.
وأحصى أكثر من مئئتي خرافة مع تبيان سياقاتها التاريخية والإجتماعية وتأثيراتها السلبية، ومن أبرزها ( بعض نظريات تطوير الذات، البرمجة اللغويةالعصبية ، طب الاعشاب الأمراض النفسية ، نهاية العالم وعلاقته بالعصر الجليدي ، الفيروس القاتل).
وألمح الكتاب إلى بعض المزاعم، التي جرت على السنة العامة ، واعتقدوا صحتهابينما هي في الحقيقة خُرافات لا أساس لها ، وفي مقدمتها ( العلاج بلسعات النحل، الهواتف الذكية وعلاقتها بالسرطان، سنام الجمل خِزانة الماء ، اللون الأحمر يستثير الثيران، الطيار الآلي يطير بالطائرة، ذاكرة السمكة، النعامة تدفن رأسها في الرمال، الإسقاط النجمي ، شراء نجمة بإسم العاشق ، من يبتلع لسانه، النفط صُنع من الديناصورات، نقل القلب يغير الشخصية ، الجزر يقوي النظر ، مص سم الثعبان وربط المكان الملدوغ ) إضافة إلى الكثير من الخرافات التي جاءت في صيغة أخبار وحكايات ، دون التاكد من صحتها ،وكأن الشاعر الذي قال قبل عدة قرون، "وما آفة الأخبار إلا رواتها" قد أدرك إنعكاساتها السلبية.
ولم يسلم الشأن الثقافي من الخرافات إن صح التعبير حيث أورد ياسر الأطرش في كتابه"أكاذيب نحبها" مجموعة ليست قليلة من التحقيقات وأسرار القصائد والمحكيات في الماضي. وأوضح أنه جمع بعضاً من تلك الأكاذيب ،وفندها بالدليل العلمي والتاريخي، ومنها قصائد يعرفها الناس ولكنهم يغفلون عما وراءها مشيراً إلى أنه ليس الأول في هذا الميدان ، فقد سبقه كثيرون ، ولكن أصواتهم ضاعت في زحمة سوق التدليس وأصوات باعة الوهم العالية.