في العصر الحديث الذي نعيشه اليوم، بات تأثير وسائل التواصل الاجتماعي أكبر من أي وقت مضى، فقد ظهر مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" كقوة فاعلة في تشكيل الرأي العام والتأثير على الناس. هؤلاء المشاهير الذين قد لا يمتلك بعضهم خلفية علمية أو تعليمية عميقة استطاعوا أن يجذبوا ملايين المتابعين عبر تقديم محتوى بسيط، هذه الظاهرة جعلت الاحباط بين الكثير من المتعلمين والمثقفين الذين شعروا بعدم أهمية ما يقدّمونه من علم ومعرفة.

التأثير السريع لمشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" من أبرز القضايا التي يواجهها المتعلمون اليوم بعدم قدرتهم على المنافسة مع المشاهير من حيث الانتشار والتأثير السريع. بينما يقضي المتعلم سنوات في الدراسة والبحث وتقديم المعرفة المتخصصة، يحصد مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" شهرة واسعة في وقت قصير من خلال محتوى سهل الوصول إليه.

هذا التفاوت جعل بعض المثقفين والأكاديميين يشعرون بأن جهدهم في تقديم المعرفة الحقيقية ذهب مع مهب الريح، في حين يُحتفى بمحتوى أقل قيمة علمية ومعرفية وأكاديمية!.


أصبحنا نرى ونسمع أصحاب الشهادات العليا يعبرون بما يجيش في صدورهم أن المجتمع يميل أكثر إلى تقدير الشهرة السريعة والمكاسب المادية التي يحققها مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" ، بدلاً من تقدير العمل العلمي والبحث الاكاديمي الذي يتطلب وقتًا وجهدًا كبير.

من بين التحديات التي تواجه المتعلمين هو الخلط المتزايد بين الشهرة والقيمة العلمية. بينما يعتمد نجاح المتعلمين على سنوات من التحصيل الأكاديمي والبحث، يعتمد مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" على الجاذبية الشخصية والقدرة على التفاعل الفوري مع الجمهور. هذا الخلط يجعل عوام المجتمع والجيل الجديد يعتقد أن الشهرة وحدها تعني النجاح، بينما يتم تجاهل الحصاد العلمي والعمل الأكاديمي و التقليل من قيمته.

على الرغم من هذه التحديات لا بد ان يدرك المتعلمين أن الحل لا يكمن في منافسة مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" بالمستوى نفسه، بل في إيجاد طرق مبتكرة لجذب انتباه المجتمع وجيل المستقبل إلى المعرفة والعلم وإدراك قيمتهما.

لا بد أن يكون هناك توازن بين مشاهير "منصات التواصل الاجتماعي" والمتعلمين، من السهل على المتعلمين والأكاديميين والمثقفين أن يصلوا عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى جمهور أوسع، لكن بشرط أن يظلوا متمسكين بجوهرهم وقيمهم العلمية.