بعدما أخفت جائحة كوفيد 19، ظاهرة مراسم العزاء التي كانت تمتد على مدة ثلاثة أيام تقام خلالها ولائم الغداء والعشاء والسمر والسهر في منزل ذوي المتوفى أو في استراحة العزاء، عادت هذه الظاهرة من جديد في الآونة، لكنها أطلت مع بزوغ طرق جديدة ومختلفة تجلت بـ«توزيعات» و«هدايا» يقدمها ذوو المتوفى للمعزين.

ولأن تجهيز تلك الهدايا والتوزيعات يتطلب التجهيز منذ وقت مبكر، فإن كثيرين تساءلوا بفضول عن وقت وآلية وسرعة تنفيذها.

مفاجأة عند المدخل


تقول نادية عبدالله لـ«الوطن»، إنها فوجئت أثناء أدائها واجب العزاء في أحد المتوفين بوجود مدخل مجهز عند الباب، تُقدم من خلاله هدايا وتوزيعات مجهزة بالكامل، مكتوب عليها اسم المتوفى، وهي عبارة عن عطر وعودة ووردة بلون الموف، وهي دلالة على الفراق، ويتم تقديم هذه الهدايا والتوزيعات لكل من يقدم واجب العزاء، وسط ترتيبات متكاملة تشعر بأنها جهزت منذ وقت مبكر.

وأضافت، «هناك محلات متخصصة في تجهيز هدايا العزاء، يتم التواصل معها، وتقوم بتجهيز الهدايا والتوزيعات في زمن قياسي وبأسعار باهظة الثمن».

ونوهت إلى أن «هذه العادة انتشرت بشكل كبير خلال العامين المنصرمين، وهي مستمرة، وللأسف بات البعض يتباهى ويتفاخر في أي تجهيزات العزاء أجمل وأفضل».

توزيع على النية

أكدت سلوى إبراهيم أن مسألة توزيع الهدايا باتت ظاهرة معروفة ومنتشرة، على الأخص في مواقع التعازي الخاصة بالنساء، التي عادة ما تكون في استراحات أو قاعات صممت للأفراح، واتخذها البعض للتعازي والمواساة.

وتابعت، «يقوم على تلك التوزيعات والهدايا عدد من المباشرين الذين يقدمون أصناف الحلا والقهوة، وعند المغادرة يتم إهداؤنا عدد من التوزيعات المتنوعة، التي غالبا ما تكون عبارة عن سجادة صلاة، وتلبيسات للمصاحف، ويتم ترميز اسم المتوفى عليها، وحين نحاول ردها وعدة قبولها نجد كل الإصرار من ذوي المتوفى بحجة أنها على نية المتوفى، على الرغم من أنه كان بإمكانهم إنشاء رابط عبر منصة إحسان وهي جهة رسمية تحفظ جميع الحقوق وتقوم بإيصالها في المكان الصحيح دون المبالغة في شراء كل هذه التوزيعات التي أصبحت منتشرة بشكل كبير وبأسعار مبالغ فيها كلها تأتي تحت نية الصدقة ونية المتوفى الذي هو بحاجة للدعاء والصدقة في ظهر الغيب بعد وفاته».

مكياج في العزاء

من جانبها، أوضحت نوره الجاسم أن كثيرا من التوزيعات والهدايا وغيرها من الأمور الجديدة التي انتشرت في العزاء، بخاصة عزاء النساء، تعد دخلية، وقد غزت مناسبات العزاء خلال الفترة الأخيرة، وعليها طلب كبير.

ونوّهت إلى أن من المظاهر الجديدة والغريبة في العزاء أن «بعض العوائل الكبيرة تتفق مع خبيرة مكياج توجد طوال أيام العزاء في مكان العزاء تعمل على تجهيز السيدات من ذوي المتوفى بمساحيق التجميل الخاصة بالعزاء، التي تعطي ستايل وشكلاً موحداً لهن، في حين أن البعض يذهب إلى المشاغل النسائية قبل التوجه للعزاء وذلك لإضافة هذه الصبغة على وجوههن».

وبينت أن «هذه العادات دخيلة على تقاليدنا، ويجب الحد منها».

وأكدت «أن هناك عائلات لا تزال ترفض كل هذه الأمور، حيث تفتح منازلها لتقبل العزاء في المتوفى منها لمدة ثلاثة أيام، وتقدم خلالها الماء فقط للمعزين، وتحصر الحضور لأداء واجب العزاء ما بين صلاتي المغرب والعشاء دون أي مبالغة أثناء استقبال المعزين».

عزاء في المقبرة

بدوره، يبين ياسر محمد أن هناك عائلات كثيرة تقصر مراسم العزاء على المقبرة، وهي تعلن عند الوفاة أن العزاء سيكون في المقبرة فقط أو عن طريق منصات التواصل الاجتماعي من خلال الرسائل النصية، أو عبر إنشاء قروب واتساب يتم تقديم العزاء من خلاله.

وقال «هذا الأمر يعود لذوي المتوفى»، مشيراً إلى أن «بعض العائلات تمنع إقامة الولائم داخل مقر العزاء، وبعضها يكتفي بوليمة عشاء خلال كل من أيام العزاء الثلاثة، مع إقامة العزاء من بعد صلاة المغرب وعند آذان العشاء ينصرف الجميع إلى منازلهم، وهذا الأمر أعطى خصوصية وارتياحاً كبيراً لأسر المتوفى، حيث لا يبقى معهم سوى الإخوة والأقارب من الدرجة الأولى، وهذا يمنع كثيراً من مظاهر البذخ التي كانت تحدث في فترات سابقة والتي أرهقت كثيراً من الأسر».

ـ مناسبات العزاء تشهد مظاهر جديدة

ـ توزيعات وهدايا تقدم من ذوي المتوفى للمعزين

ـ الهدايا تضم عطوراً ووروداً ترمز إلى الفراق

ـ تشتمل التوزيعات على سجادات صلاة وتلبيسات مصاحف

ـ بعض العائلات تحضر متخصصة ماكياج لتجهيز السيدات في العزاء