‏أنهى المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الجدل الدائر حول أشجار البرسوبس بين مؤيد لوجودها ومنتصر لفوائدها، وبين معارض لهذا الوجود ومؤكد أنها ذات أضرار واسعة، وأنه يجب العمل على محاربة انتشارها.

وقال المركز لـ«الوطن» إن شجرة البرسوبس شجرة غازية، ولا تنتمي إلى البيئة الطبيعية للمملكة، وتتسبب في أضرار كبيرة للنباتات البرية المحلية والنباتات الأصيلة.

وأضاف: «بخصوص استيضاحكم عن أشجار البرسوبس أو (السلم الأمريكي)، فقد توصلت الدراسات السابقة، التي اعتمد عليها المركز لدراسة الغطاء النباتي في مختلف المواقع على مستوى المملكة، إلى أن هذه الأشجار غازية، ولا تنتمي إلى البيئة الطبيعية للمملكة، وتتسبب في أضرار كبيرة بالنباتات البرية المحلية والنباتات الأصيلة».


1000 مصدر

أنهى المركز أخيرًا المرحلة الأولى من مشروع «دراسة وتقييم النباتات الغازية في المملكة العربية السعودية، ووضع طرق المكافحة والإدارة المستدامة لها»، التي تضمنت فحص أكثر من 1000 مصدر لجمع المعلومات الخاصة بالأنواع الغريبة والغازية الموجودة في القائمة الوطنية، التي رصدها المركز خلال السنوات الماضية.

ويجرى العمل حاليا على تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، التي تتضمن زيارات ميدانية لـ1000 نقطة دراسة على مستوى المملكة، تم تحديدها عن طريق الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، وذلك لرصد المدى الجغرافي لانتشارها، وتقدير آثارها البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، ومراجعة التجارب الدولية في المكافحة والسيطرة على انتشار الأنواع الغازية.

متى تبدأ الحرب؟

تساءل الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ في جامعة القصيم (سابقا) نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية: «متى تبدأ حربنا ضد البرسوبس؟». وقال: «شجرة البرسوبس انتشرت في مناطق عدة حول العالم، بما في ذلك إفريقيا والشرق الأوسط».

‏وعن خطورة شجرة البرسوبس، أوضح: «تعد هذه الأشجار من الأنواع الغازية في عدد من المناطق، حيث تنمو بسرعة وتنتشر بكثافة، مما يؤدي إلى خنق النباتات المحلية وتقليل التنوع البيولوجي».

وأفاد: «تتميز أشجار البرسوبس بجذور عميقة وواسعة، تنتشر لتمتص كميات كبيرة من المياه الجوفية، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية في المناطق التي تنمو فيها».

وتابع المسند: «بسبب انتشارها السريع والكثيف، فإنها قد تؤدي إلى تشويه المناظر الطبيعية، وتقلل جاذبية الأماكن السياحية».

مشكلة بيئية

أجزم المسند أنه في كثير من الدول تعد شجرة البرسوبس مشكلة بيئية، ويجرى العمل على مكافحتها من خلال إزالة الأشجار الغازية، واستبدال أنواع نباتية بها أكثر ملاءمة للبيئة المحلية.

وحول معالجة مشكلة انتشارها، بيّن: «يشمل هذا الأمر إستراتيجيات متعددة تعتمد على الظروف المحلية، ومدى انتشار الشجرة».

غزو الأشجار

أوضح سعيد السهيمي، وهو ناشط بيئي، أن وادي أضم كان بكامله من الأشجار المحلية المعمرة، من سلم وسمر وسدر وآراك، ولكن غزته أشجار البرسوبس. وبسبب الإفراز السام في جذورها، قضت على كل الأشجار المحلية وخنقتها، وباتت مسيطرة على أودية الليث وخاط ويبه وأودية جازان.

وأضاف: «للأسف هذه الشجرة الدخلية على بيئتنا دمرت الغطاء النباتي المحلي، وأضرّت به».

استغاثة البيئة

من جهته، قال طارق الحسين، وهو مهتم بالشأن البيئي رئيس رابطة تبوك الخضراء الممثل الإقليمي للجمعيات البيئية والروابط الخضراء لدى وكالة التنمية المستدامة في وزارة الاقتصاد والتخطيط: «الغطاء النباتي وأشجار بيئتنا المحلية تستغيث وتعيش حالة طوارئ بسبب أشجار البرسوبس، التي تجتث جذور الأشجار المحلية، وتجفف منابعها من عناصر المحيط البيئي!».

وأضاف: «‏كلما تأخر تجفيف المنابع ارتفعت تكلفة ترميم البيئة وصونها».

البرسوبس

ـ شجرة غازية ضارة

ـ تقضي على النباتات البرية

ـ تنتشر في مجاري الأودية بسرعة كبيرة وتسبب كثير الضرر البيئي

ـ تعد مصدرا لنواقل المرض، خصوصًا البعوض

ـ تقضي على النباتات البرية الأخرى بسبب اتساع امتداد جذورها

ـ تصل جذورها إلى المياه الجوفية وتمتصها وتقلل منها

ـ تتميز بغزارة أغصانها الشائكة

ـ تعد من النباتات الدخيلة على بيئة المملكة