استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة البروفسور الإيطالي رامبينو Pietro Paolo Rampino في لقاء ثقافي تحدث فيه عن كتابه "المملكة العربية السعودية: رؤية تتحقق SAUDI ARABIA، The vision Becomes Reality) بحضور المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة فيصل بن معمر، ومجموعة من الشخصيات المعنية بالمجالين التجاري والاقتصادي.

وعقد اللقاء ظهر اليوم بفرع الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص بالرياض، حيث أكد البروفسور بيترو باولو رامبينو نائب الرئيس وأمين الصندوق في الغرفة التجارية العربية الإيطالية المشتركة على أن اعتماد رؤية 2030 دليل على التزام المملكة بتعزيز نموذج التنمية المستدامة الذي لا يعزز مكانتها الاقتصادية العالمية فحسب بل يحقق أيضا توازناً بين الحداثة والتقاليد، وأشار إلى أن المملكة أصبحت مركزا عالميا للإنتاج والابتكار مما يتيح لها الظهور كقوة يتزايد تأثيرها يوماً بعد يوم على الساحة الاقتصادية العالمية، وهي أرض غنية بالفرص لرواد الأعمال الأجانب .

واستهل البروفسور بيترو رامبينو في كلمته التي ألقاها خلال اللقاء، بالإشادة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة ودورها الثقافي، وتوجيه الشكر والتقدير لمعالي الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية، الذي تفضل بكتابة مقدمة للكتاب، ولمعالي الأستاذ فيصل بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.


وقال رامبينو : " إن الحديث عن المملكة العربية السعودية، هذا البلد العظيم، موضوع يستأثر بالاهتمام ويأخذ بالألباب "

وأضاف: "لقد أتتني فكرة تأليف هذا الكتاب من خبرتي الطويلة التي تمتد لعشرين عاماً بالعلاقات مع العالم العربي. فقد تيسر لي خلال مشواري المهني أن أشرف على تنظيم العديد من المهام التجارية في الدول العربية، وتحديداً مع دول مجلس التعاون الخليجي"

وعبر كلمته أوضح رامبينو مدارات الكتاب ومضامينه وقال :إن هذا الكتاب يطمح إلى ردم الفجوة، ليكون أداة نافعة لكل من يرغب في التعرف على التفاعلات المركبة التي تجري في المملكة العربية السعودية، مع تركيز خاص على الأعمال التجارية، وعلى الجوانب الثقافية والاجتماعية في المجتمع السعودي، إضافة إلى علاقات المملكة مع إيطاليا وغيرها من الدول المهتمة"

وبين أن الهدف الرئيسي من الكتاب يمكن تلخيصه في العبارة التالية: " اعرف الماضي لتفهم الحاضر وتستشرف المستقبل"، وهي فكرة رئيسية تتكرر عبر الكتاب كله. كما يقدم الكتاب عدسة يمكن من خلالها استكشاف التفاعلات التاريخية، والاجتماعية، والاقتصادية، للمملكة، الأمر الذي ييسر ليس فهم التغيرات التي تشكل حاضر المملكة فحسب لكنه يساعد على توقع التطورات التي يمكن أن تحدث في المستقبل.

وأكد رامبينو في كلمته على أن "المملكة العربية السعودية تعدّ بالنسبة لرائد الأعمال الذي يتميز بالاطلاع ويتسم بالحذر أرضاً خصبة لفرص الأعمال الجديدة، وتعد مثالاً على كيفية تداخل التقاليد والابتكار لإيجاد مستقبل مزدهر ومستدام " وعلى أن كتابه يسعى إلى "إلهام رواد الأعمال السعوديين من خلال تقديم رؤى مهمة مستمدة من أمثلة على المناطق الصناعية الإيطالية- التي تعد ركائز التطوير للاقتصاد المتنوع- ودعم القطاع الخاص بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 – بدءا من مراكز التقنية الى الاستثمارات الدائرية، وتشكيل المناطق الصناعية كأساس لتقدم المملكة الاقتصادي وتجاوز التحديات الحالية" .

وأشار رامبينو إلى أهمية المناطق الصناعية حيث رأى أن أهميتها تكمن في اعتبارها "نموذجاً تشغيلياً لتعزيز الابتكار وضمان الإنتاج عالي الجودة وتقديم دفعة للتنمية الاقتصادية من خلال التخصص التجاري والتكتل كأداة لتوزيع المواقع الإنتاجية جغرافيا عبر البلاد."

لذلك – كما يوضح رامبينو - فإن الكتاب يقدم رسالة مزدوجة. فهو من جهة " يقدم المملكة العربية السعودية كأرض غنية بالفرص لرواد الأعمال الأجانب، مع تزويدهم بجميع الأدوات اللازمة للنجاح. ومن جهة أخرى يقدم لرواد الأعمال السعوديين نموذجا للإتقان الإيطالي ونموذجا للتنمية الاقتصادية قابلاً للتكرار. من خلال هذا المنظور الثنائي، يقترح الكتاب استراتيجية للتعاون والنمو المشترك، مما يضع الأساس لشراكة دائمة ومثمرة بين المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم تقوم على تبادل المعرفة والتقنية وفرص الأعمال."

وأوضح رامبينو أن المملكة "تشهد تحولاً فريداً مدفوعاً بإصلاحات مستنيرة تتبنى كلا من الكفاءة في استخدام الطاقة والتنمية المستدامة، فضلا عن تعزيز الابتكار التقني ونمو القطاع الخاص. تأتي هذه الطموحات لتوسيع وتحديث الاقتصاد من رؤية بلد لا يهدف فقط الى الاكتفاء الصناعي، ولكن أيضا للانفتاح على التعاون الدولي الاستراتيجي. وتعد هذه المبادرات أساسية في وضع المملكة كمركز عالمي للإنتاج والابتكار، مما يتيح لها الظهور كقوة يتزايد تأثيرها يوماً بعد يوم على الساحة الاقتصادية العالمية " .

وبالنسبة لرؤية المملكة 2030 رأى رامبينو أن "اعتماد رؤية 2030 لهو دليل على التزام المملكة بتعزيز نموذج التنمية المستدامة الذي لا يعزز مكانتها الاقتصادية العالمية فحسب بل يحقق أيضا توازناً بين الحداثة والتقاليد، ويتم ذلك من خلال التركيز الخاص على البيئة، وتشجيع الابتكار ودمج التقنيات المتقدمة في جميع مناحي الحياة."

وأضاف: "بصفتي إيطالياً يحب بلاده، فقد خصصت ملحقاً للعلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين، والتي تمتد لأكثر من 90 عاما من التاريخ. فقد شهد عام 2023 علامة فارقة في التعاون الاقتصادي بين البلدين بتوقيع مذكرة تفاهم أخرى تهدف الى تعزيز الاستثمارات المتبادلة والتعاون في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، وتعزيز الروابط الاقتصادية، وتشجيع استكشاف فرص الأعمال الجديدة.

واختتم كلمته منوها ببعض الشركات الإيطالية الموجودة في المملكة مثل ليوناردو، وويبيلد، ومابي، وبروجر، وماري تكنمونت وغيرها، كما سلط الضوء أيضا على أهمية مفهوم "صنع في السعودية" فيما يتعلق بالفرص المتاحة لرواد الأعمال.