يلفت انتباهك بحمله للكتب والأوراق وتواجده داخل المؤسسات التعليمية، للوهلة الأولى يخيل إليك أنه معلم أو مدير كبير جاء للتفتيش على المؤسسة التعليمية خاصة مع ملامحه التي تشي بتخطي عمر الستين. اقتربنا منه وتحدثنا معه فقال أنا هنا لأني أسعى لدخول الجامعة التي لم تسعفي الظروف في الماضي للالتحاق بها. وتابع المواطن محمد مهاوش الصهيبان الشراري: إنه ينتظر الآن نتائج القدرات العامة التي استعد لها بشكل كبير بعد نجاحه في الوصول إلى الثانوية، مؤكداً أن طلب العلم شرف لصاحبه في أي عمر، وأنه لا يجد أي حرج وهو ينافس طلاب الثانوية، بينما في أبنائه المهندس والمعلم والصيدلي. ويتابع: قصتي طويلة مع الاصرار على طلب العلم رغم صعوبة الحياة التي قضيتها ما بين سائق أجرة لأكثر من 20 عاما. قائلا: لن أنسى عندما صدح مذيع الراديو باسمي عند حصولي على الشهادة الابتدائية ومكافأة 500 ريال، بعدها حصلت على الشهادة المتوسطة عام 1427. وأكد الشراري على وقوف زوجته الجديدة التي عقد قرانها قبل عامين على مواصلة تعليمه حتى وصل للصف الثالث الثانوي. وأشار مبتسماً إلى أن أصغر أبنائه والذي يدرس بالسنة الثالثة في إحدى الجامعات السعودية وعده بهدية النجاح إن حصل على معدل يؤهله لزمالته في نفس الجامعة.