إن من فضل الله ونعمته على هذا الوطن المبارك أن هيأ له قادة أوفياء وحكاما سادة، جعلوا رضا الله غايتهم، ومصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، وتعد وحدتنا الوطنية، التي بدأ مسيرتها الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، طيب الله ثراه، أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر، حيث توافرت فيها كل مقومات الوحدة.

لذلك تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم 23 سبتمبر بالذكرى الـ94 لتوحيد المملكة على يد المؤسس، وهي أكثر قوة ومنعة وأشد عزما على بلوغ غايات التطور في تفاعل حميم بين شعبها وقيادتها، وفي تلاحم وطني عريض أرسى أسسه مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، وأبناؤه الذين تعاقبوا على حكم البلاد. وإذا كانت السعودية قد عبرت بسلام صعوبات سنوات التأسيس، وبناء البنية الأساسية، وترسيخ آليات الاقتصاد والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، فإنها تمضي اليوم على الطريق نفسه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، منطلقة من رؤية جديدة وازنت بين الداخل والخارج، وحطمت محاولات الهيمنة التي تبذلها قوى كتب عليها الفشل على مر القرون.

هذا يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخا وفخرا بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، وندعو الله -العلي القدير- أن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وأن يمتعهم بالصحة والعافية، وأن يجزيهم خير الجزاء لما يبذلونه لراحة أبناء هذا الشعب الوفي. دمت يا وطني متفردا بالحُب والعطاء، متميزا بالأمن والرخاء، شامخا بالمجد والعزة.


* محمد بن إبراهيم الحديثي

رئيس مجلس إدارة مجموعة الحديثي العالمية