من عام إلى عام ومع كل احتفاء بيوم الوطن، تزخر المملكة بمنجزات جديدة داخليًا وخارجيًا، ومنذ الاحتفاء باليوم الوطني في 2023، شهدت المملكة أحداثًا وحققت منجزات وقفزات تنموية غير مسبوقة وجسدت الكثير من مستهدفاتها على أرض الواقع قبل أوانها.. فعلى المستوى المحلي أطلقت الإستراتيجية الوطنية للصناعة الهادفة للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في التنوع الاقتصادي، والمخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، لتكون الرياض بوابة للعالم، ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة، وجسرًا يربط الشرق والغرب بما يرسخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي.

كما أطلقت الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وصندوق الفعاليات الاستثماري لتمكين قطاعات الثقافة والسياحة والترفيه والرياضة، وإطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة؛ تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة. كذلك تم إطلاق مسمى «حي الملك سلمان» على حيّي «الواحة» و«صلاح الدين» وتطويرهما؛ وذلك بهدف أنسنة الحي بمسماه الجديد ورفع معدلات جودة الخدمات الأساسية والأنشطة الترفيهية والترويحية وتطويره.

مراكز لوجستية


شهد 2022 - 2023 إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية؛ بهدف جعل المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا، فضلًا عن إطلاق المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية التي تُرسّخ دور المملكة كحلقة وصل رئيسة تعزز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية.

وأعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، عن قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس 5 شركات استثمارية إقليمية، واعتماد التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت والمبادرات المستقبلية للجزيرة، وتطوير جزيرة «سندالة»، أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية الفاخرة، بالإضافة إلى ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وتأسيس المكتب الإستراتيجي لتطوير منطقة الحدود الشمالية، وصندوق الاستثمارات العامة لشركة «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد، وكذلك تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض؛ لتعزيز الجهود العالمية في سبيل معالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي.

حجم الإنفاق

تنوعت أحداث المملكة وكان من أبرزها الفوز بـ 6 من جوائز التميّز الحكومي العربي لعامي 2021 – 2022، وتحقيق المملكة المركز الأول في مؤشر نضج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة لعام 2022.

وفي سبتمبر الجاري، أشاد صندوق النقد الدولي، في تقريره بعد اختتام «مشاورات المادة الرابعة 2024»، بالإنجازات والقفزات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها قطاع السياحة بالمملكة في إطار رؤية المملكة 2030.

وثمّن التقرير بشكل خاص الجهود التي تُبذل لتنويع القاعدة الاقتصادية في قطاع الخدمات، حيث برز قطاع السياحة بصفته أحد أهم القطاعات في المملكة، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة سجّل مستويات غير مسبوقة من حيث عدد الزوار، وحجم الإنفاق، وخلق فرص العمل، والإسهام في الناتج المحلي الإجمالي.

وأوضح التقرير أن المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 11.5% في عام 2023م، كما كشف توقعات بنمو مساهمة القطاع إلى 16% بحلول عام 2034م.

وأشار إلى أن حساب السفر بميزان المدفوعات قد سجّل فائضًا تاريخيًا بلغ 12.8 مليار دولار خلال عام 2023م، أي بزيادة سنوية تتخطى نسبة 38%، ما يجعله البند الأعلى في ميزان الخدمات من حيث الفائض.

فعاليات دولية

أشاد التقرير أيضًا بتجاوز قطاع السياحة في المملكة الهدف الذي حددته رؤية المملكة 2030، المتمثل في استقبال 100 مليون سائح محلي ودولي، فقد وصل عدد السياح في المملكة إلى 109 ملايين سائح محلي ودولي في عام 2023م، أي قبل سبع سنوات من الموعد المحدد.

ولفت إلى أن قطاع السياحة شهد زيادة في أعداد السياح الدوليين القادمين للأغراض غير الدينية، خاصة للترفيه وزيارة الأصدقاء والأقارب، متوقعًا أن تسهم الفعاليات الدولية الكبرى القادمة مثل منافسات «فورمولا 1»، وكأس آسيا 2027، ومعرض إكسبو العالمي 2030، في زيادة نمو أعداد السياح القادمين إلى المملكة.

إضافةً إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن السياحة أصبحت محركًا رئيسيًا لمستوى الخدمات المقدمة في المملكة، فتحوّل صافي السفر إلى فائض في عام 2022م، كما ارتفع صافي دخل السياحة بنسبة 38 بحلول عام 2023م، مما أسهم في زيادة صادرات النقل والخدمات.

مشاريع عملاقة

بيّن الصندوق أن عائدات السياحة بلغت أعلى مستوى تاريخي لها بوصولها إلى 36 مليار دولار في عام 2023م، وفي حين أن الإنفاق السياحي الخارجي سجّل انخفاضًا خاصةً بين المواطنين السعوديين، زاد الوافدون من إنفاقهم الترفيهي بشكل كبير بعد جائحة «كوفيد»، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة في المملكة يرتبط بقطاعات متنوعة، منها قطاعات الأغذية والمشروبات، والسفر، والصناعات الثقافية، والضيافة، مما يقلل من الاعتماد على قطاع النفط.

وأوضح التقرير أن المشاريع العملاقة التي تنفّذها المملكة، مثل مشروع البحر الأحمر العالمي وبوابة الدرعية والقدية وغيرها، ستسهم بشكل كبير في تطوير السياحة في المملكة، مع التركيز على السياحة الفاخرة، والحفاظ على الثقافة، وتحسين البنية التحتية.

معالم تراثية

اختتمت هذا الشهر هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مشاركتها المتميزة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وحصل جناح الهيئة على جائزة أفضل منصة عرض في فئة الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، الذي يعكس التزام الهيئة العميق بدعم السياحة البيئية وتعزيز التراث الثقافي.

وشهد جناح الهيئة إقبالًا كبيرًا من الزوار، الذين استمتعوا بالبرامج السياحية المبتكرة التي قدمتها الهيئة، التي شملت مهرجان «شتاء درب زبيدة» والمخيمات البيئية، وكرفانات الحسكي الفاخرة؛ كما عرضت الهيئة المعالم التراثية الرائدة مثل قصر الملك عبدالعزيز في لينة، سوق لينة التراثي، بركة العشار، وفيضة أم العصافير، بالإضافة إلى تقديم الهيئة تجربة استثنائية لمشاهدة النجوم في السماء المعتمة من خلال نظارات الواقع المعزز، مما أتاح للزوار فرصة فريدة للاندماج مع الطبيعة في أجواء هادئة بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.

كما أعلنت المجموعة رفيعة المستوى للشراكة والتنسيق وبناء القدرات في مجال الإحصاءات لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 (HLG-PCCB) في سبتمبر الجاري فوز المملكة ممثلة في الهيئة العامة للإحصاء باستضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس للبيانات 2026 في مدينة الرياض بأغلبية الأصوات على خلفية استعراض ملفات الدول المتقدمة وإيضاح إمكانياتها في استضافة هذا المنتدى الذي يمثل حدثًا عالميًا.