في اليوم الوطني السعودي الـ94، نحتفل بوطننا العظيم الذي يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، يعتمد على التحول الرقمي والتطور التكنولوجي. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، والتي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة تقنيًا خلال فترة قصيرة.

في غضون سنوات قليلة، استطاعت المملكة أن تبني بنية تحتية رقمية تُضاهي أفضل الدول عالميًا، محققة قفزات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات. نحن نتحدث هنا عن إنجازات ملموسة غيرت حياتنا اليومية وسهلت وصولنا إلى الخدمات الحكومية بطرق لم تكن متاحة من قبل، منصات مثل "أبشر" و"توكلنا" أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، تقدم لنا حلولًا رقمية مبتكرة تسهل التعاملات وتحسن جودة الحياة.

اليوم، المملكة ليست فقط نموذجًا يحتذى به في التحول الرقمي على المستوى المحلي، بل تنافس أيضًا على الساحة الدولية. إن حصول المملكة على المركز الأول عربياً والـ14 عالميًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي يؤكد أنها في طليعة الدول الساعية للريادة العالمية. ولم يكن هذا الإنجاز الوحيد، فقد


حصلت المملكة أيضًا على المركز الأول عالميًا في مؤشر البيانات المفتوحة الصادر عن الأمم المتحدة،

والمركز الرابع عالميًا في الخدمات الرقمية، مما يعكس مدى التزام المملكة ببناء اقتصاد رقمي متطور.

أحد أبرز المعالم على هذا الطريق هو القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي استضافتها الرياض هذا الشهر. هذه القمة كانت شاهدًا على التزام المملكة بتعزيز الابتكار والتعاون الدولي في مجالات التقنيات الحديثة. وقد شهدت القمة توقيع أكثر من 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع شركاء دوليين، مما يعزز من مكانة المملكة كقوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وليس هذا فحسب، بل أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) قامت بخطوة نوعية بإطلاق "منصة حوكمة البيانات الوطنية"، التي تهدف إلى تعزيز سيادة البيانات الوطنية وحماية خصوصية الأفراد. هذه المنصة تمثل ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030، التي تسعى لبناء مجتمع رقمي آمن ومستدام، يعتمد على البيانات والتكنولوجيا المتقدمة في تطوير الاقتصاد والخدمات.

في الوقت نفسه، قفزت المملكة 25 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، محققة المرتبة الرابعة عالميًا، بينما حازت العاصمة الرياض على المركز الثالث عالميًا في تقديم الخدمات الرقمية. هذه الإنجازات تعكس الجهود الجبارة التي تبذلها القيادة الرشيدة لتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.

كل هذه الجوائز والإنجازات تثبت أن رؤية 2030 ليست مجرد خطة على الورق، بل هي واقع نعيشه يوميًا في كل جوانب حياتنا، وبفضل قيادتنا الحكيمة -حفظها الله- وجهودها المستمرة، أصبحت المملكة تقود التحول التقني على مستوى العالم، وتضع أسسًا راسخة لمستقبل رقمي مشرق.

دامت السعودية شامخة.