في القرن الحادي والعشرين، شهد العالم تحولات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية هائلة، لكن قلة من الدول استطاعت أن تلفت الأنظار بالسرعة والتنوع في إنجازاتها كما فعلت المملكة العربية السعودية.

بدأت هذه الدولة التي تمتاز بتاريخها العريق وثرواتها الطبيعية في العقدين الأخيرين في تحقيق ما يُمكن وصفه بأعظم قصة نجاح في القرن الـ21.

في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تجسدت الرؤية العظيمة للمملكة في رؤية 2030، والتي تُعد نقطة التحول الحاسمة نحو مستقبل مشرق. هذه الرؤية لم تكن مجرد خطة اقتصادية، بل تمثل حلمًا وطنيًا يعكس طموحات وأحلام أبناء الوطن في ذكرى اليوم الوطني الـ94.


كانت المملكة دائمًا رمزًا للقوة والعزة، ولكن في السنوات الأخيرة، ومع انطلاق رؤية 2030، تحولت إلى مركز للإبداع والتقدم. بدأت السعودية بتحقيق خطوات جبارة في تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وركزت على قطاعات التكنولوجيا والسياحة والصناعة، مما جعلها نموذجًا للإصرار والتقدم.

في يومنا هذا، تعيش المملكة تحولًا رقميًا غير مسبوق، حيث أصبحت تقود المنطقة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي. وبفضل مشاريع مثل "نيوم" و"أبشر" و"علم"، تواصل السعودية تقديم خدمات حكومية رقمية تُسهِّل حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء، وتجعل المملكة في مقدمة دول العالم الرقمي.

اليوم، ونحن نحتفل بذكرى توحيد الوطن، نتذكر كيف أصبحت السعودية منارةً للاستدامة والابتكار. مشاريع ضخمة مثل "القدية" و"مشروع البحر الأحمر" ليست مجرد استثمارات سياحية، بل هي رموز للتقدم والرؤية المستقبلية التي تعزز موقع المملكة كوجهة عالمية للسياحة والترفيه.

ولأننا نفتخر بتاريخنا ونتطلع إلى مستقبلنا، لم يكن النجاح حكرًا على الداخل فقط. فقد أثبتت المملكة مكانتها الدولية كقوة مؤثرة على الساحة العالمية، سواء في قيادتها لمنظمة أوبك أو من خلال مبادراتها البيئية الرائدة مثل "الشرق الأوسط الأخضر". ومع كل إنجاز جديد، تُظهر المملكة أنها ليست فقط دولة ذات تاريخ عريق، بل هي دولة قادرة على صنع المستقبل.

في ذكرى هذا اليوم الوطني، نتأمل في إنجازات المملكة ونسير معًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا. السعودية لم تعد تعتمد على النفط فقط، بل أصبحت قصة نجاح تُلهم العالم، قصة تُمثل إصرارًا وعزيمةً وشغفًا لبناء وطن قوي يتماشى مع طموحات أبنائه. كل عام والسعودية أكثر تقدمًا وعزة، وكل عام ونحن جميعًا نفخر بأننا جزء من هذه الأرض المباركة.