حالة من الشتات والانقسام ، قبائل متناحرة متفرقة ،يسودها القتل والبطش والفساد ، بمساحة من الأرض ممتدة شاسعة ، لا أثر لحياة آمنة هانئة ، أمنها في سبات بلا سلام ، تتلوها معارك وانتصارات ، قيض الله لها فارساً ملهماً شجاعاً أيقض التاريخ من سباته ، وأدهش العالم بحنكته وشجاعته ، فوحد أجزاءها ولملم شتاتها؛ لتشرق بعدها شمس الحضارة ماحيةً غياهب الجهلِ والظلام ، فيكون الوطن العظيم بالملك الباسل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود .

إن احتفالنا بيوم الوطن هذا العام احتفال فريد يكمن في مشاركة الوطن – إلى جانب احتفالنا بيومه المجيد – احتفاءً بقيادتنا الرشيدة ، وكأنه يقول ناطقاً : من حقكم الاحتفال بي كوطنٍ عظيمٍ ، ومن حقي أن أحتفي بهذه القيادة العظيمة ، التي أولتني العناية والاهتمام منذ وحدني الباسل الهمام الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ...أربعة وتسعون عاماً وأنا أنعم بالأمن والرخاء ، والإنجازات والعطاء ، بعد معارك بطولية فدائية خاضها الملك المؤسس ، ومعه أبطال فدائيون من أبناء شعبه المخلصين تحت راية التوحيد ، لتكون المملكة العربية السعودية دولة العدل والإسلام ، والتسامح والسلام ...

يوم الوطن ذكرى خالدة تطل علينا كل عام نحتفل بها ؛ توحيداً ومسيرةً وإنجازاً ، فخراً واعتزازاً وانتماءً و" من أهم شواهدها التاريخية ذلك القائد الفذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود "


وسمٌ على ساعدي نقشٌ على بدني وفي الفؤاد وفي العيني يا وطني

شمساً حملتك فوق الرأس فانسكبت مساحة ثرة الأضواء تغمرني

في هذا اليوم من كل عام تزداد وحدتنا ، وتتوحد مشاعرنا نحن السعوديين؛ تأكيداً لحب وطنٍ عظيمٍ وقيادة لا مثيل لها ، ودولة تصدح بقول الحق والعدل والسلام ، بوجود خير شاهدين هما الحرمان الشريفان ، فيستمر الخفاق أخضر، مرفرفاً في سماء الوطن ، ورؤية تنير الكون ، نرسم خلالها كل ما يحقق لوطننا العزيز الرفعة والتقدم والازدهار، فتعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العبقة ، في صورة من الحب والبهجة والتلاحم ، التي يتفرد بها السعوديون ، حب لم تفرضه قوة أو نظام ، بل حب متأصل ، يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد ، معتزين بهذا الوطن والانتماء .

قبلت فيك الثرى حباً وفوق فمي من اسمرارا لثرى دفءٌ تملكني

قصيدتي أنت منذ البدء لحنها أجدادي الشم فانثالت إلى أذني

في هذا اليوم - المتوج بإنجازات وطن شامخ ، ليس له نظيرٌ، أو مثيل ، بقيادة يفخر بها التاريخ على مر العصور والسنين ، يلتف حولها

شعب مخلص أمين - نعيش أجواءً يفوح أريجها بذكرى محفورة بذاكرة التاريخ ، نعتز فيه " بعقيدتنا وقادتنا، وهويتنا وقيمنا ،ومنجزاتنا ".

أربعة وتسعون عاماً، يشع سناها بإنجازات الخير، والبناء شملت كل نواحي الحياة ، برؤية صائبة لأصحاب العزم ، والهمم والتحديات ، شواهد ناطقة ،ونقلة تسابقت فيها خطى الزمان ؛ لتحقيق حلم وطني العظيم ، فتستمر مسيرة الخير والنماء إلى عهد زاهر مشرق ، بقيادة الملك الأمام سلمان ، وساعده محمد الهمام ذو الرؤية الطموحة، راسماً خلالها مستقبلاً يليق بمكانتك أيها الوطن ، فدمت عشقاً ،وحباً ، وأمناً و" للمجد والعلياء فخر المسلمين " .

يا موطني إنني أهواك في ولهٍ يا نكهة ً حلوة تنساب في بدني

أقسمت بالله لن أنساك يا حلمي فإن سلوتك هيئ لي إذن كفني