إن تحقيق ذلك الهدف يرفعه ليكون هدفاً نبيلاً لأنه يؤدي في النهاية إلى خدمة المجتمع وأمنه واستقراره وبالتالي إلى تطوره وازدهاره ورخائه. أما معاني الاحتفال باليوم الوطني في مجتمعنا السعودي فهي كثيرة جداً ومنها إدخال الفرح والبهجة والسرور إلى شرائح المجتمع كترجمة حقيقية لما يعيشه هذا المجتمع من أمن واستقرار ورخاء وازدهار، إضافة إلى إرسال رسائل قوية – للأعداء- من كافة شرائح الشعب السعودي المحتفي بيومه الوطني الرابع والتسعين بأن احتفاله بأيامه الوطنية يعني الاصطفاف وراء قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - لرد كيد الخونة والمتآمرين الحاقدين وأذنابهم للمحافظة على استقلال بلادنا السعودية والتمسك بتنفيذ خططها التنموية وزمام حريتها وسيادتها الوطنية التي اكتسبتها بعد صراع الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن جاء بعده من أبنائه الملوك وأنجالهم وشعبهم، ذلك الصراع والنضال الذي اتخذ أشكالا متعددة مع قوى الشر الطامعة في أرضنا السعودية وخيراتها ، تلك القوى المعادية الراغبة في التسيد على الجزيرة العربية وشعوبها، والمعروفة بأنها قوى استعمارية خارجيه وعملاؤها في الداخل، ولهذا فإن احتفال السعوديين باليوم الوطني الرابع والتسعين يعني التأكيد على وحدة الأرض والإنسان التي أوجدها الملك عبدالعزيز- رحمه الله - بفتوحاته التي كان هدفها إيجاد دولة وطنية مستقلة ذات سيادة ومعترف بها دولياً، لها علمها الوطني الخاص الذي يحمل شعار راية التوحيد وسياساتها الذاتية في كل المجالات، لتصطف بين دول العالم كدولة حديثة وعضوا في هيئة الأمم المتحدة لها مكان تحت الشمس وفوق الأرض. لقد حقق رحمه الله هذا الهدف الإستراتيجي النبيل، وحتى لا تكون الدولة السعودية في مهب الريح فقد وضع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل أهدافاً وأسساً ومبادئ وقيماً لدولته الفتية ومن أهدافها الإستراتيجية توحيد تلك القبائل المتناحرة التي تتميز بحروب السلب والنهب ويسيطر عليها الجهل والفقر والمرض والخوف لتشكل شعباً عظيماً له ارتباط بماضي أجداده من الصحابة والتابعين وله دستور من القرآن والسنة ومبادئ وقيم تعتمد على الإسلام وله أسس مرتكزها الدفاع عن الدين والحق وتجذير العدالة والمساواة بين الناس وإسقاط الطبقية والنعرات القبلية الجاهلية التي وصفها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأنها (قبلية نتنة) ، والقضاء على التفاخر بما ليس فخراً بل مسبة وعارا وبلاء.
وعندما توفي الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- جاء أبناؤه من بعده بدءاً بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله -رحمهم الله جميعاً- وحالياً الملك سلمان أطال الله في عمره وعمر سمو ولي عهده، فحملوا الأمانة وأكملوا الرسالة وأنجحوا المسيرة فبنوا دولة قوية على أسس علمية لها تأثير عظيم وقوي في جميع المجالات وخاصة السياسي والاقتصادي وعلى المستويين الإقليمي والدولي ودخلت بقوتها الاقتصادية نادي أقوى عشرين دولة في الاقتصاد على المستوى العالمي والتي يطلق عليها مسمى (G20)، ولأن بلاد الحرمين عمود الارتكاز للعالم العربي والعالم الإسلامي، ولأن الله جعل الحرمين الشريفين اللذين يحويان الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة وقبر الرسول محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام في المسجد النبوي بالمدينة المنورة فإن أتباع الشيطان الذين تعهد جدهم إبليس أمام الله بإغوائهم في كافة أنحاء المعمورة، يحاولون النيل من السعودية بكل الطرق والوسائل، فنراهم يهاجمون دينها الإسلامي ومجتمعها المحافظ النقي وثقافتها وعاداتها وتقاليدها المجتمعة في حضارتها وتراثها، لكنهم، بفصل الله، فشلوا في الماضي ويفشلون في الحاضر وسيفشلون في المستقبل، والتاريخ شاهد على ذلك لأنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.