اليوم الوطني السعودي في ميلاده الرابع والتسعين .. ميلاد الملحمة الكبرى ملحمة القائد المجدد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله الأوفياء المخلصين تلك الملحمة الفاصلة والتي وطّأت لهذه البلاد أمنها وأمانها بعد سنوات طويلة من الشتات والتشرذم والتناحر فكان الكيان الذي سما بكل جزء في هذا الوطن العظيم المترامي الأطراف شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً تحت لواء " المملكة العربية السعودية " ، وذلك في يوم 17 جمادى الأولى 1351هـ بعدما صدر مرسوم ملكي بذلك ، واختار الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام البلاد ؛ لتبدأ معها الملكة العربية السعودية مرحلة الدولة السعودية الثالثة والتي هي في الأساس امتداد للدولة السعودية الأولى والثانية . وأنت تتأمل تاريخ هذا الوطن الكبير ستدرك حتماً إنك أمام كيان استثنائي موغل في التاريخ والحضارة والثقافة والفكر الإنساني ؛ فقد تأسس هذا الوطن منذ الدولة السعودية الأولى على الشريعة الإسلامية الحقّة دستوراً ومذهباً ، وحمل أمرائه وملوكه هذه الأمانة الثقيلة في سبيل بناء الإنسان في وطن الرخاء والنماء ، وطن الأصالة والانتماء ، وطن المقدسات والحضارات الإنسانية الخالدة . وأنت تقلّب صفحات التاريخ ستجد نفسك في ملحمة النصــر وكأنّك للتو تسمع منادياً للخير : الملك لله ثم لعبد العزيز .. الملك لله ثم لعبد العزيز .. الملك لله ثم لعبد العزيز الملك عبد العزيز سيرة البطل الجسور المقدام الذي حمله طموحه وغايته البعيدة التي لم تكسرها أو تثنيها الخطوب ولا الظروف ولا الأحداث ؛ فقد كان لديه من الهمّة والقوة والإيمان بالله ما يهزم كل فلول الخصوم حتى تحقق له ما كان يؤمن به ؛ فقد استعادة ملك آبائه وأجداده ، ومن هذه اللحظة الفاصلة والحاسمة بدأ الملك الهُمام مرحلة جديدة للدولة السعودية الثالثة والتي تتكئ على أرث مجيد ومستقبل زاهر كان يرسم له ويهدف إليه ؛ فقد قام الملك عبد العزيز بعد توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية في تأسيس قواعد الملك التنظيمية والتي أرست قواعد الحكم ومهّدت الطريق للنجاحات السياسية والاقتصادية في كافة المجالات ؛ فقد تمّ تشكيل أول مجلس للشورى ، وتم تأسيس وزارة الخارجية في العام 1930 م ؛ لتكون أول وزارة يجري تأسيسها في المملكة العربية السعودية والحرص على كل الحرص على تأسيس وزارات أخرى ؛ اشتملت على وزارة الخارجية والتي تمّ تأسيسها في العام 1931 م ، ووزارة المالية والتي تم تأسيسها في العام 1932 م ، ووزارة الدفاع والتي أسست في العام 1946 م ، ووزارة المواصلات والتي أسست في العام 1952 م ، وتأسيس مجلس الوزراء في العام 1953 م ، وقد تحقق في عهد الملك عبد العزيز آل سعود إنجازات اقتصادية كبيرة ، وأسست لنهضة المملكة العربية السعودية ومنها :
جرى في عهده اكتشاف البترول في المملكة وكان ذلك في العام 1938 م ، وتم في نفس العام أيضًا تصدير أول دفعة من النفط إلى الخارج، وكان ذلك من ميناء رأس تنورة ، وساهمت الثروة النفطية التي اكتسبتها المملكة بفضل الله ثم بحنكة وحكمة الملك عبدالعزيز آل سعود في التمكين والتأسيس لعدة هيئات وأنظمة ، ومديريات كان لها الأثر الكبير في تطوير القطاع الإقتصادي في المملكة العربية السعودية، وقد شملت كلاً من نظام الصرف الصحي، والمحكمة التجارية، ومؤسسة النقد السعودي لسك وتوحيد العملات، ومديرية الزراعة ، وتمّ وضع نظام الغرفة التجارية الصناعية والتي كانت في كلٍ من مكة، وجدة، والشرقية .
وفي عيدنا الوطني الرابع والتسعين نشاهد المملكة العربية السعودية تنافس أعتى وأقوى دول العالم الخمس الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وروسيا اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وهذا المنجز العظيم امتداد لفكر ورؤية قيادتنا الحكيمة منذ تأسيس هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله وسار على نهجه ابناءه ملوك البلاد ، وما نعيشه الآن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده محمد بن سلمان الشاب الطموح من قفزات نوعية في شتى مجالات الحياة وفق ورؤية المملكة ( 2030 ) ، وما تحقق وما سيتحقق بإذن الله تعالى إلا دليلاً على إننا نحلم ونحقق فعلاً .
ومضة :
يقول الشاعر جاسم الصحيّح :
هُنا وطني؟! أَمْ فارسٌ في المدَى يعدو ؟!
إذا وَدَّعَ (الدهناءَ) تَحضُنُهُ (نَجدُ)
وإنْ أَكمَلَ الإِسراءَ عبرَ (تِـهامةٍ)
تَفَتَّحَ في وِرْدِ (الحِجازِ) لهُ الوَردُ
وإنْ هَبَّ تَلقاءَ (الـجَنوبِ)،
تَسَلَّحَتْ تضاريسُها حيثُ الـجِبالُ
لهُ جُندُ وإنْ مالَ نحوَ (الشَّرقِ)
فَاضَتْ تَحِيَّةٌ من البحرِ يُلقِيها على شَخْصِهِ، الـمَـدُّ