أعلن الدفاع المدني في جدة مساء أمس، أن حادث مدرسة "براعم الوطن" كان "مفتعلاً نتيجة قيام بعض الطالبات بإشعال حريق في قبو المدرسة وعندما لم يتمكن من السيطرة عليه غادرن المكان من دون يبلغن عن ذلك"، مؤكداً أن الإقرارات والاعترافات صدقت شرعاً من قبل المحكمة العامة.

ووفق مصدر مطلع لـ "الوطن"، فإن 5 طالبات يبلغن من العمر 14 عاماً، أردن أن يجرين عبثا تجربة لأجهزة إنذار الحريق في القبو، فأحضرن مجموعة من الصحف وأضرمن النار فيها ثم أقفلن الباب ليتأكدن من قدرة الأجهزة على اكتشاف الحريق، لكنه ما لبث أن انتقل إلى "كنبة" فعجزن عن إخماده وغادرن، وراح يمتد وأدى إلى وقوع الكارثة. واعترافات 4 طالبات صدّقت شرعاً، بينما بقيت واحدة قيد التحقيق بسبب إصابتها.

وقال: لو بقيت الطالبات في الأدوار العليا ولم يقفزن من النوافذ لما أصيب أحد.

من جهة أخرى سجلت مجموعة من الحوادث البسيطة، ففي المجمعة نجت 14 طالبة جامعية من حادث مروري، وفي الأحساء أخلي 739 طالباً وموظفاً في ثانوية حراء عقب حريق أخمد بسرعة، وفي جدة أخليت 500 طالبة من "مدرسة 63 الثانـوية" بسبب تماس كهربائي، وفي تهامة قحطان منع مواطن مديرة مدرسة "خشم عنقار" ومعلماتها من دخولها صباح أمس بحجة أن المبنى متصدع.

إلى ذلك، تواصلـت في عـدد مـن المناطـق الجولات التفـقديـة للمدارس وإعلان المسؤولين عزمهم إقفال المدارس التي لا تتوافر فيها شـروط السلامـة وتشكيل لجان لهذا الشأن.



أوضحت إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة أمس، أن اللجنة المشكلة للتحقيق في حادث حريق مدارس "براعم الوطن" توصلت إلى أن الحريق كان مفتعلا نتيجة إشعال بعض الطالبات النار في قبو المدرسة، مشيرا إلى أن كافة الإقرارات والاعترافات دونت في سجل التحقيق بحضور كل من أعضاء اللجنة ومنسوبات المدرسة وأولياء أمور الطالبات المعنيات.

وأضاف الدفاع المدني، في بيان صحفي وزع أمس، أن تلك الإقرارات والاعترافات صدقت شرعاً من قبل المحكمة العامة بجدة، مساء أمس، في موقع الحادث، مفيدا بأن اللجنة في حالة انعقاد لاستكمال ما بقي من إجراءات تحقيقية وخلافه والرفع بالنتائج النهائية للجهات المسؤولة.

وقال البيان، إنه بناء على توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل القاضية بسرعة تشكيل لجنة برئاسة الدفاع المدني وعضوية كل من الشرطة والمباحث وإدارة التربية والتعليم، فقد باشرت اللجنة أعمالها بمقر المدرسة فور صدور التوجيه وحققت مع كافة الأطراف، وجمعت المعلومات اللازمة بغية الوصول إلى السبب الحقيقي للحادث الذي كانت كل دلائله وحيثياته تشير إلى أن وقت وقوعه وبدايته سبقت إبلاغ الدفاع المدني بفترة زمنية غير قصيرة، وذلك استنادا إلى شدة اللفحات الحرارية الصادرة عنه وكثافة الترسبات الكربونية المكونة على كافة أجزاء المبنى من الداخل مما ترتب عليه حدوث حالتي الوفاة والإصابات.

وكشف البيان، أن الحريق وقع عند الثانية عشرة والدقيقة الـ57 ظهر السبت الماضي، ونتج عنه وفاة معلمتين سعوديتين وإصابة 56 حالة غادر بعضها المستشفيات وما زال هناك عدد منها تحت العلاج والملاحظة.

ووفق مصدر مطلع لـ "الوطن"، فإن 5 طالبات يبلغن من العمر 14 عاماً، أردن أن يجرين تجربة لأجهزة إنذار الحريق في القبو، فأحضرن مجموعة من الصحف وأضرمن النار فيها ثم أقفلن الباب ليتأكدن من قدرة الأجهزة على اكتشاف الحريق، لكنه ما لبث أن انتقل إلى "كنبة" فعجزن عن إخماده وغادرن، وراح يمتد وأدى إلى وقوع الكارثة. واعترافات 4 طالبات صدّقت شرعاً، بينما بقيت واحدة قيد التحقيق بسبب إصابتها.

وكانت حوالي 45 معلمة وإدارية من منسوبات " براعم الوطن" خضعن أمس للتحقيق من قبل لجان أمنية مكونة من المباحث والشرطة والمباحث الإدارية والدفاع المدني، للوقوف على أسباب الحريق، وذلك في مقر المدرسة بحي الصفا.

واستمر التحقيق الذي خضعت له أيضا مديرة المدرسة ومساعداتها منذ الثامنة صباحا، وذلك بعد استدعائهن مبكرا عبر اتصال تلفوني تلقينه من قبل الدفاع المدني وطالبهن بالحضور لمقر المدرسة للتحقيق في أسباب الحريق.

إحدى المعلمات اللاتي خضعن للتحقيق، رفضت ذكر اسمها، أوضحت لـ "الوطن" أن التحقيق دار حول أسباب الحريق وكيفية التعامل مع الطالبات وقت اندلاع الحريق، مضيفة "سئلت عن الذين زاروا المدرسة يوم الحريق وهل هناك خطط إخلاء طبقت على أرض الواقع في المدرسة".

وأشارت إلى أنهم سألوها كذلك عن الأسباب التي أدت إلى قفز الطالبات من نوافذ الدورين الثاني والثالث، وهل تعودن على كيفية التعامل مع تلك الحوادث، مؤكدة أن معظم الطالبات خرجن وقت الحريق عن طريق سلم الطوارئ، مرجعة ما حدث من خسائر إلى حالة الهلع التي أصابت الطالبات والمعلمات، مما دفعهن إلى القفز من النوافذ.

وأفادت معلمة أخرى، رفضت الإفصاح عن اسمها، إلى أن لجان التحقيق وجهوا لها أسئلة روتينية حول الحريق، كما سمحوا لها بأخذ بعض مستلزماتها الخاصة التي كانت موجودة في المدرسة والتي تحفظوا عليها طيلة الفترة السابقة لهدف التحقيق.

من جهتها، رفضت إحدى مساعدات المديرة، الإدلاء بأي معلومات عن التحقيق الذي أجري معها، متعللة بأنها مجهدة، بسبب طول فترة التحقيق، إلا أنها أفادت بأن منسوبات المدرسة سيباشرن دوامهن السبت المقبل في المدرسة الحكومية 91 الابتدائية للبنات بحي الصفا في الفترة المسائية.

من جانبه، استغرب أحد أولياء أمور المعلمات من التحقيق معهن في ذلك الوقت، مشيرا إلى أنهن ما زلن في وضع نفسي سيئ نتيجة ما حدث لهن أثناء الحريق، الذي لم يمض عليه أسبوع، مضيفا " كان الأولى إحضار فرق طبية ونفسية لمعالجة الآثار النفسية المترتبة عليهن من وفاة زميلاتهن وإصابة عدد من طالباتهن"، مطالبا بسرعة محاسبة المسؤولين عما حدث.

يشار إلى أن "الوطن" لاحظت دخول وخروج المعلمات والإداريات من وإلى لجان التحقيق بشكل منفرد داخل المدرسة، كما شاهدت وجود عدد من أولياء أمورهن خارج بوابة المدرسة.