بطبعي لا أُحب صرير الرثاء، ولكن! من الواجب كتابة أطياف الوفاء على أقل تقديرٍ لأصحاب الهمم ومعاني القمم. فقد حار اليراع في تأبينه، وتأوه القلم في تدوينه.. فما أوجع إطالة النظر في الأوراق المعتقة والرسائل القديمة. وما أجمل الأماني التي أسداها إلينا في تعقيبه، وكأنه صنع من نبضاته أشرعة، وفي نبراته الأمل لمجاديف العبور لأبحر أرواحنا الهائمة والمتلاطمة بأمواجها بالتناقض.

لم يُحسن المنون اختيارك.. أحقاً لم يعرف أبوتك ورعايتك وحياتك؛ أم أنه تاق لجوارك واشتاق حوارك؟!

كان حديثك لنا صبغة روحانية، كهدوء محلتك بين شط الفرات ونخيل نينوى..


نعم، لم أحسن النظر إليك جيداً، ساعة ما قد كنت تُرسل إليّ صورك على الشاطئ والبساتين، وفي أسواح الفن، والتعليم للخط العربي في معهد الخطوط الجميلة.

أعتقد بأن السبعة أعوام التي عرفتني إياك، كفيلة بأن تقربك وتسكنك في دواخل جنائن الطهارة والوضوء

ففي سلامك أطياف الجنة، ولرحيلك تهشم قصب العصافير، وتوجعت أروقة الصرير على صوت المداد..

أوما اشتاق حضورك لأبواب المعهد والتدريس؛ أم رمت للضفة الأخرى وعناوين البرزخ؛ والتي لا نعرف سوى سردها ورواياتها؟

رحلت عنا، وخلفت في ظلك إلينا شمعةً وفراشة.. فالشمعة هي من نور عملك، والفراشة هي روحك التي ترفرف في كُنه دواخل وجداننا المحدودب ظهره؛ خلف آهات سفرك يا أستاذنا الراحل.

عرفت موتك قبل أشهرٍ معدودة، وكأن صوت الناعي خلف جنازتك ونعشك يقول:

هي أمانة أُعطي مآلها، فردت إلينا بسلامٍ!

فيا صوت الحال والمآل، ترفق بمن تجلببت مآقيهم على سفح الدموع وطرق أبواب الرجوع.. أوصل إليهم أيدي الصبر والسلوان.. ففي كلامهم نجوى الحزن والجوى.

Disclaimer: This message and its attachment, if any, are confidential and may contain legally privileged information. If you are not the intended recipient, please contact the sender immediately and delete this message and its attachment, if any, from your system. You should not copy this message or disclose its contents to any other person or use it for any purpose. Statements and opinions expressed in this e-mail are those of the sender, and do not necessarily reflect those of Saudi Electricity Company (SEC). SEC accepts no liability for damage caused by any virus transmitted by this email.

هذه الرسالة و مرفقاتها (إن وجدت) تمثل وثيقة سرية قد تحتوي على معلومات تتمتع بحماية وحصانة قانونية. إذا لم تكن الشخص المعني بهذه الرسالة يجب عليك تنبيه المُرسل بخطأ وصولها إليك، و حذف الرسالة و مرفقاتها (إن وجدت) من الحاسب الآلي الخاص بك. ولا يجوز لك نسخ هذه الرسالة أو مرفقاتها (إن وجدت) أو أي جزئ منها، أو البوح بمحتوياتها لأي شخص أو استعمالها لأي غرض. علماً بأن الإفادات و الآراء التي تحويها هذه الرسالة تعبر فقط عن رأي المُرسل و ليس بالضرورة رأي الشركة السعودية للكهرباء، ولا تتحمل الشركة السعودية للكهرباء أي مسئولية عن الأضرار الناتجة عن أي فيروسات قد يحملها هذا البريد.

مآقي الذاكرة

لــ/ عادل القرين

إلى يراع الخطاط: فتحي شكري

بطبعي لا أُحب صرير الرثاء، ولكن! من الواجب كتابة أطياف الوفاء على أقل تقديرٍ لأصحاب الهمم ومعاني القمم..

فقد حار اليراع في تأبينه، وتأوه القلم في تدوينه.. فما أوجع إطالة النظر في الأوراق المعتقة والرسائل القديمة!

وما أجمل الأماني التي قد أسداها إلينا في تعقيبه، وكأنه صنع من نبضاته أشرعة، وفي نبراته الأمل لمجاديف العبور لأبحر أرواحنا الهائمة والمتلاطمة بأمواجها بالتناقض!

لم يُحسن المنون اختيارك.. أحقاً لم يعرف أبوتك ورعايتك وحياتك؛ أم أنه تاق جوارك واشتاق حوارك؟!

كان حديثك لنا صبغة روحانية، كهدوء محلتك بين شط الفرات ونخيل نينوى..

نعم، لم أحسن النظر إليك جيداً، ساعة ما قد كنت تُرسل إليّ صورك على الشاطئ والبساتين، وفي أسواح الفن، والتعليم للخط العربي في معهد الخطوط الجميلة!

أعتقد بأن السبعة أعوام التي عرفتني إياك، كفيلة بأن تقربك وتسكنك في دواخل جنائن الطهارة والوضوء

ففي سلامك أطياف الجنة، ولرحيلك تهشم قصب العصافير، وتوجعت أروقة الصرير على صوت المداد..

أوما اشتاق حضورك لأبواب المعهد والتدريس؛ أم رمت للضفة الأخرى وعناوين البرزخ؛ والتي لا نعرف سوى سردها ورواياتها؟

رحلت عنا، وخلفت في ظلك إلينا شمعةً وفراشة.. فالشمعة هي من نور عملك، والفراشة هي روحك التي ترفرف في كُنه دواخل وجداننا المحدودب ظهره؛ خلف آهات سفرك يا أستاذنا الراحل!

عرفت موتك قبل أشهرٍ معدودة، وكأن صوت الناعي خلف جنازتك ونعشك يقول: هي أمانة أُعطي مآلها، فردت إلينا بسلامٍ!

فيا صوت الحال والمآل، ترفق بمن تجلببت مآقيهم على سفح الدموع وطرق أبواب الرجوع.. أوصل إليهم أيادي الصبر والسلوان.. ففي كلامهم نجوى الحزن والجوى!