في الوقت الذي يقدم فيه مشروع حافلات النقل في العاصمة المقدسة خدمات مميزة، إلا أن مطالبات عدة ارتفعت بإعادة تقييم أسعار الوجهات التي يخدمها المشروع اعتمادا على مسافة الرحلة، بدلا من أن تكون القيمة موحدة لكل المسافات، خصوصا مع ملاحظة أن الحافلات باتت تسير في معظم الأوقات خالية من الركاب في الفترة الحالية.

ورصدت «الوطن» خلو كثير من تلك الحافلات من الركاب في أوقات متفاوتة، مع قيام الحافلات باتخاذ تدابير جديدة للحد من عدم دفع بعض الركاب لقيمة ركوبهم نحو الوجهة التي يقصدونها، وذلك من فتح السائق للباب الرئيس فقط، خصوصا الحافلات ذات المقطورة المتصلة، وهو ما يسمح للسائق بالتأكد من دفع الراكب لقيمة الخط إلكترونيا أو عبر إبراز التذكرة التي يحملها ووضعها على جهاز قراءة الباركود.

ومع هذه الإجراءات بات كثير من الحافلات شبه فارغة، إضافة إلى قلة الركاب في محطات الانتظار.


تساهل الركاب

جاء الإجراء الجديد بفتح الباب الأمامي القريب من السائق للحد من تساهل وتهرب بعض الركاب من دفع مقابل خدمة الركوب، وهو إجراء سيبقى مستمرا لضمان دفع قيمة الرحلة، وللتأكيد على أن كل راكب سيكون ملزما بدفع قيمة رحلته.

في المقابل، رأى بعض المستفيدين من وجهات النقل العام أن كثيرا من الركاب باتوا يتجنبون استخدام الحافلات لعدم قناعتهم بالتعرفة الموضوعة مقابل الركوب، وهي تعرفة موحدة بغض النظر عن طول أو قصر المسار، ورأوا في ذلك أمرا غير منطقي، كما طالبوا بخفض تكلفة قيمة الرحلة، مؤكدين أن ذلك سيكون محفزا مستداما لالتزام كل الركاب بالدفع المسبق للرحلات المستخدمة، على أن هناك أسعارا خاصة لكل الفئات التي تستحق بالمجتمع.

أهمية التخفيض

يقول خالد الحربي لـ«الوطن» إن خفض قيمة الرحلات إلى ريالين سيعزز من ضمان دفع قيمة الوجهة بشكل لا مجال معه للتهرب من الدفع، مشيرا إلى أهمية خفض قيمة الرحلة وفقا لمسارها، فمن محطة المروة إلى النوارية أو محطات الشرائع أو ولي العهد أو العوالي تكون بـ4 ريال لكونها رحلة طويلة، أما الرحلات القصيرة من محطة المروة إلى العزيزية أو الزاهر أو الستين فمن الأفضل أن تكون بقيمة أقل. أما الرحلات المتجهة إلى جامعة أم القرى فيجب أن يكون لها سعر محفز يراعي ظروف الطلاب والطالبات.

تقييم الأسعار

أما محمد شرف الدين فيرى أن إعادة تقييم أسعار الوجهات حسب مسافة الرحلة قرار جيد ومحفز، فمن يريد الذهاب إلى محطة المروة عبر الروضة أو الششة أو المعابدة أو العدل وجبل النور تكون قيمة الرحلة منخفضة لكون المسافة لا تتجاوز 5 كلم، أما الرحلات الأبعد فمن المنطقي أن تكون قيمتها أعلى.

خدمات جيدة

يجزم هيثم الحارثي أن حافلات النقل العام تقدم خدمات جيدة للمواطن والمقيم في تنقلاته من وإلى وجهاتها داخل مدينة مكة المكرمة، لكنه رأى أن إعادة النظر في قيمة كل رحلة وفقا للمسافة التي ستقطعها الحافلة أمر مهم جدا، فرحلة من حي الجميزة إلى الحرم لا يمكن تكون بنفس القيمة لرحلة من مخطط الحمراء إلى محطة المروة أو جبل الكعبة، كما أن تعزيز الحافلات بماكينة الدفع الإلكتروني سيسهم في ضمان استمرارية الرحلات المدفوعة،

أهم المحفزات

بدوره، يعتقد محمد العتيبي أن تحديد أسعار الوجهات من الأقل إلى الأعلى سيكون من أهم المحفزات التشغيلية؛ فمثلا: راكب يريد الانتقال من محطة المروة إلى محطة الجميرة وهي مسافة قصيرة جدا، وراكب يريد الانتقال من محطة الحمراء أو التنعيم إلى محطة المروة وهي مسافة تتجاوز الـ10 كلم، ولذلك من المهم أن يتم تحديد نطاق سعري لكل رحلة.

فترة مجانية

يذكر أن مشروع حافلات مكة للخدمات المتكاملة المدفوعة بدأ أعماله بعد انتهاء الفترة التجريبية التي استفاد منها أكثر من 100 مليون مستفيد، خلال تلك الفترة التجريبية المجانية، وبعد ذلك بدأت الخدمات المدفوعة، وذلك بسعر 4 ريالات للتذكرة شاملاً جميع الخدمات المتكاملة التي يقدمها.

الارتقاء بالجودة

أوضح المركز العام للنقل التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، أن إطلاق الخدمات المتكاملة يهدف إلى الارتقاء بالجودة في إطار التطوير المستدام، والسعي الدؤوب لإرضاء المستفيدين، إذ سيتم إتاحة الحصول على التذاكر عبر عدة قنوات، كالموقع الإلكتروني، والتطبيق الرسمي الخاص بالمشروع، ومن أجهزة بيع التذاكر المتوفرة في أنحاء مكة المكرمة.

(تصوير: أحمد الذبياني)

مشروع حافلات مكة

ـ مشروع نقل يهدف إلى توفير خدمة النقل لسكان وزائري مكة المكرمة

ـ بدأ فترة تجريبية من فبراير 2022 وحتى نهاية أكتوبر 2023

ـ قدم خدمات للسكان والزائرين عبر 12 مسارا

ـ مسافة رحلاته تمتد لأكثر من 560 كلم

ـ تضمن 400 حافلة

ـ أكثر من 800 سائق

ـ 438 محطة موزعة في أنحاء مكة المكرمة