أكد الخطاب الملكي -الذي ألقاه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، اليوم، نيابة عن خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمام مجلس الشورى- أهمية دور مجلس الشورى في الارتقاء بمؤسسات الدولة، والدور الفعال للشورى في تطوير الأنظمة وتحديثها، وكذلك أهمية المواطن كونه عماد وغاية رؤية المملكة 2030، فضلا عن أن المملكة تؤكد عدم إقامة علاقات مع إسرائيل دون إقامة الدولة الفلسطينية.

وتوجه ولي العهد إلى قاعة الجلسات، حيث تشرف رئيس مجلس الشورى بتلاوة القسم أمام ولي العهد وردد أعضاء وعضوات المجلس القسم. بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لولي العهد مع أعضاء مجلس الشورى.

دور هام للشورى


وأكد الخطاب الملكي على أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة.

وأضاف الخطاب: «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة - بإذن الله - للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات».

تحقيق الكثير من المستهدفات

وأشار الخطاب الملكي إلى تحقيق المملكة العديد من المستهدفات على الصعيدين الوطني والدولي، مضيفا: «نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات».

البطالة والشأن الاقتصادي

وأضاف ولي العهد في إطار الخطاب الملكي نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز: «لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار.

وقال ولي العهد: سجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024 بلغ 7.6%، بعد أن كانت نسبته 12.8% في عام 2017.

وارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من 47% عام 2016م إلى ما يزيد عن 63%.

قفزات سياحية

وفي مجال السياحة قال ولي العهد: سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف 100 مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح عام 2023م، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.

ثقة عالمية

وفي إطار الخطاب الملكي أيضا قال ولي العهد إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.

وتابع:»إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع. ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع«.

لا علاقات مع إسرائيل بدون دولة فلسطينية

وفي الشأن السياسي، شدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة، قائلا:»نجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك«.

وأضاف:»نتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة«.

تعزيز الأمن والسلم

وأكد الأمير محمد بن سلمان على أن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.

كما أن المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.

واختتم الخطاب الملكي بتوجيه الشكر إلى أعضاء مجلس الشورى وجميع العاملين في أجهزة الدولة، الذين يخدمون وطنهم بإخلاص وتفان مما أثمر عن هذه الإنجازات المشهودة اليوم.

كلمة رئيس الشورى

من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ في كلمته على أن العمل التنموي الجبار والمتميّز الذي تشهده المملكة لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت رؤية 2030 المباركة التي يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مساراً تنموياً متفرداً في أبعاده وأهدافه، ومتنوعاً في طموحاته وعطاءاته لتضع هذه البلاد المباركة في مكانها المستحق بين الأمم وذلك من خلال العمل على صناعة الحاضر وبناء المستقبل والاعتزاز بالتاريخ العريق والممتد لهذ البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص، ما أدى إلى تحقيق عدد من الإنجازات والنجاحات ومن ذلك إقامة المشاريع النوعية العملاقة والمتميزة، ومواصلة تحقيق قفزات في عدد من المؤشرات، والحصول على جوائز دولية في عدد من المجالات.

وأضاف آل الشيخ أن استضافة المملكة للعديد من الاجتماعات والقمم الدولية وغيرها من المؤتمرات والمنتديات والبطولات الدولية المختلفة تؤكد مكانتها وريادتها، يضاف إلى ذلك وفي مقدمته اهتمام القيادة بتقديم أقصى درجات العناية بالحرمين الشريفين وتسخير التقنيات وتطوير الخدمات المقدمة لقاصديهما، وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.

أعمال المجلس في السنة الرابعة

وقال رئيس مجلس الشورى إنه صدر عن المجلس خلال السنة الماضية وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس 493 قرارا في مختلف الموضوعات التي يدرسها المجلس، منها 58 قرارا تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح، و240 قرارا تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، و194 قرارا تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه، ويأتي ذلك في ظل الرعاية المستمرة والدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

وفي الختام عزف السلام الملكي، ثم غادر ولي العهد مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

أبرز ما جاء في الخطاب الملكي

الشأن المحلي

-»الشورى«يتابع تنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة.

- نؤكد أهمية دور»الشورى«في الارتقاء بمؤسسات الدولة.

- دور فعال للشورى في تطوير الأنظمة وتحديثها.

- منذ إطلاق رؤية 2030 والمواطن نصب أعيننا.

- المواطن عماد وغاية رؤية 2030.

- إنجازات الرؤية رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة للأجيال.

- قطع أجزاء من رحلة رؤية 2030 بخطوات ثابتة.

- حريصون على حماية هويتنا وقيمنا وهي صورتنا الثقافية.

- نعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز والمهارات.

- نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في الابتكار والعلوم.

- الثقة العالمية أسهمت في استضافة إكسبو وكأس العالم.

الشأن الاقتصادي

- البطالة سجلت أدنى مستوى تاريخي لها في عام 2024.

- الأنشطة غير النفطية سجلت أعلى إسهام في الناتج بـ 50%.

- صندوق الاستثمارات يواصل تحقيق أهدافه محركاً للاستثمار.

- ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين إلى أكثر من 63%.

- المملكة تجاوزت المستهدف باستقبال 109 ملايين سائح في 2023.

- المملكة حققت المرتبة الـ 16 بين الدول الأكثر تنافسية.

- السعودية من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم.

- المملكة إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى.

الشأن السياسي

- المملكة تحظى بثقة عالمية نتيجة منتجاتها ورؤيتها.

- ندعم حلول الأزمات الدولية مثل»الروسية الأوكرانية".

- بذلنا جهودا للوصول لحلول سياسية في اليمن والسودان وليبيا.

- احترام استقلالية الدول وحسن الجوار يحمي البشرية.

- المملكة تسعى لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

- حريصون على التعاون مع الدول الفعالة في المجتمع الدولي.

- نحث باقي الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

- نشكر الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.

- لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.

- المملكة لن تتوقف عن عملها لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

- نجدد رفضنا وإدانتنا الشديدة لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

- القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام المملكة.