يجوز أن نقول: "من أمن الإعفاء أساء العمل" لا أحب "الإعفاءات" ولا أتمناها لأحد.. لكني أفرح بها قبل أن أحزن.. لأني أرى الدولة جادة في تعاملها مع الأخطاء حريصة على جودة العمل وخدمة المواطن وسلامته..
وأعتقد أنها ضرورة ليسير العمل على الوجه المطلوب.. ويأتي الفرح بها نتيجةً للخطأ وتخلي المسؤول عن إصلاحه.
ولو كان المسؤول شجاعا وأعلن تحمله مسؤولية الخطأ واستقال لكان خيرا له ولمؤسسته وللمستفيدين منها، فيكون خروجا مشرفا وتكون "بيدي لا بيد عمرو".
جاء إعفاء رئيس عام مؤسسة الخطوط الحديدية في وقته بعد آخر الكوارث لقطارنا الوحيد، ويأتي هذا الإعفاء ليحمل الكثير لمسؤولي مؤسسات الدولة من التحذير والوعيد بأن "الإعفاء" قريب من كرسي كل مسؤول بقرب الأخطاء من عمل إدارته..!
وبعد اليوم سيكون تنافس مؤسسات الدولة في خدمة المواطن والحفاظ على سلامته، خدمة له وإخلاصا في العمل أو خوفا من الإعفاء وطمعا بالكرسي، وكلاهما يعني تقديم خدمات راقية وعمل جيد.
سياسة الإعفاء بلا "بناء على طلبه" حزم يصب في مصلحة المواطن والوطن لأن المصلحة العامة أولى من تقديرات شخصية.
ويأتي خبر إعفاء مدير جامعة الملك خالد بأبها ليعلن لمديري الجامعات من الشمال إلى الجنوب بأن "الطالب" مقدر ومخدوم في جامعته، وبأن مصير القيادات مربوط بـ"راحة" الطالب، فمن أراد البقاء فليتودد لطلابه قبل هيئة التدريس، وليفتح أبوابه لهم ويسمع منهم ويسعى لخدمتهم قبل أن يطلبوا وليوفر لهم وسائل التعليم والخدمات الأساسية.. ويستطيع أي ناصح أن يلخص سر البقاء لمدير أي جامعة: بأن يكون صديقا للطلاب.