ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية وسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل، في الوقت الذي أكد فيه رئيس البرلمان العربي، رئيس مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان عادل بن عبدالرحمن العسومي، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم يعد مطلبًا عربيًا بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود، ويُعَدّ ضرورة إنسانية وأخلاقية وهدفًا استراتيجيًا لتجنيب المنطقة شرور حرب موسعة.

وقال الدفاع المدني في غزة، إن الغارات الجوية في مدينة غزة أصابت منزلا يسكنه 11 شخصا بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال، كما أصابت ضربة أخرى خيمة في خان يونس يسكنها فلسطينيون نزحوا بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس. وجاءت هذه الغارات في أعقاب غارات جوية في وقت سابق من هذا الأسبوع أصابت مخيما للخيام ومدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي نازحين.

حقوق الإنسان


وذكر العسومي، في كلمته خلال الاجتماع الثاني لمجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان الذي عُقِدَ بالقاهرة: أن ما يمارسه الكيان المحتل من انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل المنظومة العالمية وقواعدها، حيث إن المنظومة الدولية اهتزت - بشدة - أمام الازدواجية الصارخة في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان.

وأشار إلى تأييده لما توصل إليه ممثلو مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في مدريد، بشأن التزامهم المشترك بتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين.

ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات إيجابية لتنفيذ حل الدولتين، مُطالبًا الأطراف وجميع أعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسع حول «الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل»، وذلك على هامش الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر المقبل.

ويناقش الاجتماع الثاني لمجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان، مقترحًا بإنشاء الجائزة العربية لحقوق الإنسان، ومشروع قرار مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان حول: كشف وفضح الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الغاشم على قطاع غزة.



جثمان الناشطة

وفي تركيا، ووري جثمان الناشطة آيسنور إزجي إيجي، البالغة من العمر 26 عامًا من سياتل، والتي تحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية، الثرى في مسقط رأسها في مدينة ديديم على بحر إيجه.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن إيجي ربما تعرضت لإطلاق نار «غير مباشر وغير مقصود» من قبل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في 6 سبتمبر. وأعلنت تركيا أنها ستجري تحقيقا خاصا بها في وفاتها. وقال متظاهر إسرائيلي شهد إطلاق النار إنها قُتلت بعد مظاهرة ضد المستوطنات الإسرائيلية.

وقال نعمان كورتولوس، رئيس البرلمان التركي، للمشاركين في الجنازة: «لن نترك دماء ابنتنا على الأرض ونطالب بالمسؤولية والمحاسبة عن هذه الجريمة».

وقد أدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مقتلها، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى حماس. وقد تعثرت المحادثات مرارًا وتكرارًا مع تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بتقديم مطالب جديدة وغير مقبولة.

حملة التطعيم

فيما انتهت حملة تطعيم الأطفال في غزة ضد شلل الأطفال، وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 559 ألف طفل تحت سن العاشرة تعافوا من الجرعة الأولى، أي سبعة من كل ثمانية أطفال استهدفتهم الحملة. ومن المتوقع أن تبدأ الجرعات الثانية في وقت لاحق من هذا الشهر كجزء من الجهود التي قالت منظمة الصحة العالمية إن الأطراف اتفقت عليها بالفعل.

وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، في بيان: «بينما نستعد للجولة التالية بعد أربعة أسابيع، فإننا نأمل أن تصمد هذه التوقفات، لأن هذه الحملة أظهرت للعالم بوضوح ما هو ممكن عندما يُمنح السلام فرصة».



تسببت الحرب:

في دمار واسع النطاق ونزوح حوالي %90 من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وغالبًا عدة مرات

دخلت المنطقة في أزمة إنسانية حادة أكثر من 41000 فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحرب.