أصعب مافي الحياة هو أن تخصع طائرة تزن مئات الأطنان للسير على الأرض، والأصعب من ذلك أن سرعة انتقالها لا يتجاوز الخمسين كيلومتر في الساعة، لكن المفارقة أن عملية النقل تلك تكون مصدر سعادة للجميع.

وطن الطموح ينقل طائرات من عروس البحر الأحمر ليقطع فيها الجبال والصحراء، للوصول إلى نجد وتحط الرحال في البوليفارد، نعم يا سادة أنها صناعة السعادة،

فكرة عبقرية لم تستفد من طائرة قديمة فحسب، بل كانت فرصة دعائية للتسويق لموسم الرياض لهذه السنة، والدليل على ذلك توقيت نقلها قبل بداية الموسم بأقل من شهر، فكانت تلك الرحلة أشبة ما تكون بقصة من قصص ألف ليلة وليلة، وشهريار ويسأل عن الأخبار!؟ ففي أي الديار!؟ وصلت الطائرة أيها الأخيار!؟


فالطبيعي أن هذا الأمر مزعج للجميع ومربك للطرق، فجميعنا أثناء سفره قد لا يطيق صبراً عندما تخرج أمامه شاحنة وتجده يبحث عن أي فرصة للابتعاد عنها، والكثير يصاب بحالة من الخوف والحذر عندما يتجاوز مثل تلك الشاحنات، ولكننا نعيش وسط مجتمع حيوي متفاعل نظر إلى الأمر من ناحية أخرى، فتحول الأمر إلى عُرس ومهرجانات واحتفالات، فمرور الضيوف الكبار يحمل في طياته الكثير من الأنس، يجدها البعض فرصة للبهجة وآخر فرصة لأخذ صورة قد تكون هي الرابحة.

وهنا تكمن الصناعة، فصناعة الترفية ليس عروضاً أو فقرات أو مراسم، بل هي القدرة على خلق حالة من الفرح تجعل من الصعب سهلاً ومن التعب متعة، ولعل أرى في هذا فرع جديد للإدارة أسميه الإدارة بالفرح، فالمحرك الأساسي لهذا المشروع وأقصد به نقل الطائرة من جدة إلى الرياض هو الفرح والسرور التي تخللت تلك العملية، وأكاد أجزم أن الجميع تمنى لو أن هذه الرحلة مرت من أمام بيته،

بالفعل نحن بحاجة إلى أن ندير مشاريعنا بالفرح والسرور والبهجة، ولك أن تتخيل لو أنك تبني منزلا لك وتجعل من ذلك العمل فرصة لادخال السعادة على جميع سكان الحي الذي تقطنه، كيف سيكون شعور المقاول أو المتعهدين أو حتى المستأجرين مستقبلا، عندما يرون الجيمع يرقص فرحاً لهم،

ختاما، تظل السعادة هي غاية الإنسان في هذه الحياة، ويظل صناعة تلك السعادة لمن حولك مهمة صعبة لا يستطيع القيام بها إلا أصحاب القلوب الطاهرة والمليئة بالحب والرغبة الصادقة في ادخال الفرح لقلب كل من يقترب منه، فهنيئا لنا في هذا الوطن بهذا الحب وهذا الإخلاص.